للناس قدرة غريبة على تسليم حياتهم لأقرب شخص يخبرهم انه مهتم بهم و يعرف عنهم أكثر منهم ، سواء كان الوعد الذي يقدمه ماديا أو معنويا ، ملموسا أو منتظرا في زمن اخر .
نجح الالاف عبر التاريخ في فرض سطوتهم على مجتمعاتهم الصغيرة و نال بعضهم نجاحات اوسع ، فحكموا دولا و أقاموا ممالك و أديان و كسبوا ثروات لا تعد و لا تحصى.متحدثين باسم الحرية أو الثراء أو الجنة…
المفارقة في موضوع القائد و التابع هو أن الناس اعتادت تسليم اغلى مقتنياتها، الإرادة، لشخص ما خارجها ، القائد أو الزعيم أو السيد الخ ،مقابل اعتقاد ،أن هذا الشخص يفهم مصلحتهم أفضل منهم .
و في نفس الوقت ، كان واضحا أن هذا الشخص يتحول إلى أرض خصبة لكل المشاكل العصبية و النفسية الناتجة عن مسؤوليات إدارة هذا القطيع و محاولته الحفاظ على حد أدنى من التحقق لوعوده لهم أو الحفاظ على الصورة التي رسمها لنفسه في أذهانهم.
انا قررت أن لا امنح إرادتي لأحد
و قررت أن لا اطلب من أحد أن يمنحني إرادته
هذا يعني أن أتوقف عن التصديق و التصفيق و أن أمضي في طريقي الذي اعتقد صوابه ،غير عابيء بمقالات الآخرين أو طالبا منهم السير معي .
يكفيني من الناس كلمة طيبة متبادلة و منفعة نقتضيها معا و دعاء بالخير و التوفيق لكل مخلوقات الله.
أن لم تكن واعيا لارادتك ،فكل ما تفعله ،هو استبدال سيد ،بآخر ،و قطيع بقطيع .
لا تستحقر نفسك و لا تنتظر أن يقودك أحدهم، تحرك انت ، فأنت ادرى بمصلحتك و لا تخف ، لن يهتم أحد بسعادتك أكثر منك .
رابط الصورة
https://pixabay.com/photos/lion-lioness-mammal-animal-nature-3332729/