الهوية المتغيرة (الخمسين عاما القادمة)
عندما يتقاعد الجواسيس ،فانهم يحسون بفراغ كبير في الداخل ،من اعتاد العيش بشخصيات متداخلة متعددة ،قد يفقد (ماهيته) في السياق و لا يبقي الا فراغ لا يملأ.
عندما يتقاعد الشرطي او الموظف الحكومي او من اعتاد تعريف نفسه وظيفيا ،فان احتمال وفاته في السنتين اللاحقتين للتقاعد كبير،و ان تجاوزهما و صنع هوية بديله ،فانه يعيش . او يتحول الي شخص خامل شبه حي.
لا يجنح الكثيرون للتغيير الداخلي ،من ساكون ؟ ان قبلت التغيير ،لن اكون انا
لذلك ،نفاجأ برد عنيف ،عندما تناقش (ثوابت) مثل الدين او الجنس او الاعراف
ببساطه ، من سيكون هو ،ان سمح لك بتغيير (قلب) هويته
تعلم في طريقك للتغيير الداخلي (و هو الطريق الوحيد الفعلي) انك اكثر من الافكار او الهويات التي تحملها
ان هناك ( عمودا مركزيا) بداخلك ،لا يهمه السياق (الوظيفة او المكانة الاجتماعية)،و لا المضمون (افكارك الدينيه او تقاليدك)،او السلوك (كيف تأكل )
في عالمنا المعاصر ،كلنا ذلك الجاسوس المتقاعد ،انتهت الازمنه حيث تستمر الافكار و الاديان سائدة لمئات السنين ،اصبحنا نصبح علي البخاري و الكافي و نمسي علي مايا دياب و اسماء لمنور،كولاج هويات متشظية ، اين نحن ؟ ماهو الثابت و المتحول ؟ لا نعرف
في بدايه القرن العشرين ،كان متوسط العمر العالمي 38 عاما ،بنهايته تضاعف تقريبا للسبعين ، وممكن ببساطة ان نفترض ان القاريء العشريني لهذا البوست سيعيش مائة عام اضافية ،للوصول الي 120 سنه .
من ستكون ؟
كم مرة ،ستبرمج في سياق الاعوام المئة القادمة ، كيف ستحافظ علي (انا ) مركزيه ضرورية ،لحياة مثمرة
كيف ستتميز عن الالات التي تقترب منا كل يوم
او عن الزومبي ،الملايين الموظفين في سياق الراسمالية او الحروب التي لا تنتهي
انت لست السياق ،انت لست المضمون انت لست السلوك و لست الافكار
من انت ؟
لا تنغمس في الهويه (السياق،المضمون،السلوك) اعرف انك هناك ،خارج هذه التصنيفات