دخلت المسجد قبل بضعة أعوام، كان المتحدث شابا سلفيا، اتحفنا بالحديث عن عقيدة التوحيد و الحمدلله نجح في نزع السكينة والصبر من قلبي ،بعد أن توقف قليلا سألته ،هل تعبد الرسول ؟،نظر إلي باستنكار فأشرت إلى إحدى لوحات المزاييك في المحراب ،و مكتوب عليها (محمد) ، و قرأت الآية ” و ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ” . طبعا لا فرق بين وضع اسم لشخص في مكان عبادة و وضع أيقونة، إلا أن كان مخك قاصرا عن الفهم .
في حياتي تعودت مقابلة الكثير من عباد الأشخاص، الفرق بينهم و بين الوثنيين انهم لا يعترفون بأنهم يعبدون هذة الأسماء.
و من وقت لاخر ،يتداخل معي شخص ليخبرني بأهمية الصحابة ،أو ال البيت أو الشيخ فلان أو…الخ . و يصر على توعيتي بفضل هؤلاء على (الدين) و اهميتهم.
في الحقيقة ،لا يمكنك أن تعبد الله و انت تظن أن هناك شفعاء مثل هبل أو اللات ،يقربونك لله زلفى ،مهما كانت أسماؤهم أو شخصياتهم .
في قصة نوح ،يصنع اهل المدينة تماثيل للرجال الخمسة الصالحين و يعبدونهم. و برغم ان القرآن كله نهي عن تقديس الأشخاص، نجد أن الرسول ، مقدس .
في الواقع ،لا توجد طريقة مهذبة لأخبار شخص أن عقيدته ليست كما يصفها هو ،اعتقاد البعض في عصمة ال البيت أو الصحابة ،يناقضه القرآن الذي لم يفترض عصمة للرسول نفسه .و النص الوحيد الذي يتحدث عن العصمة، كان عن العصمة من الناس ، الرسول لن يقتله أحد و سيوصل رسالته كاملة . طبعا اليوم يتم الترويج لان الرسول مات مسموما، أيا يكن صاحب السم، و لان الرسول لم يكن يذنب ؛ في تضاد كامل مع النصوص التي تقول ان الله غفر ذنبه و وجده ضالا فهداه .
و لكن…
لماذا تعشش هذة الأفكار في دين ميزته الأولى البساطة و التواصل المباشر مع الاله؟
ببساطة ،ابحث عن المال و السلطة ؛
عبر خلق تراتبية من الآلهة الصغيرة، الشفعاء ، لا يستطيع أحد رؤية الله .
و ينتهي الأمر برجال الكهنوت كما اليوم مسيطرين على أمة مغيبة ،مجهلة ، لا قيمة فيها للفرد ،مجرد جيش من الاتباع المستعدين للقتل و الموت . فالحياة لم تخلق لهم .
لم يكن الأمر هكذا دوما
كانت هناك اوقات للبهجة ،للاتصال بالله مباشرة
كانت ثمة اوقات بدون أصنام
و كانت تلك الأزمنة مليئة بالتحدي ،لكنها كانت أيضا حية .
لم أعد أطيق النقاش أو الجلوس إلى هؤلاء الذين يعبدون الهتهم الكثيرة ،فالعمر لا يكفي ببساطة . و بالفعل ، الرسل اولوعزم لا قبل لي به ،حظا سعيدا في محاولة افهام الناس هؤلاء انهم مشركون.
انا انزوي في ركني اليوم و استمع للخطيب مع كثير من التجاهل ،فأنا احتاج التجاهل .
رابط الصورة