عندما يقوم المزارع بتقليم شجرة ،فإنه يسرع إنتاجها للثمار و يزيد غلتها إلى الحد الأقصى، لكن …
أن نظرت لشجرة فاكهة في الحقل و أخرى في البرية
ستذهل لفارق الحجم .
تلك التي نمت بدون تدخل لا تنتج فقط الثمار ،و إنما الظل الذي يسمح لكل تلك الكائنات الصغيرة أن تعيش و تزدهر.
أشجار البرية تعيش مئات السنين
جذورها راسخة
و لا تموت غالبا الا بعد أن تنتج المئات من مثيلاتها .
لربما لم تكن هذة الأشجار النامية بحرية ،أسرع انتاجا أو أكثر غلة ،لكنها تقاوم الأمراض و انواء الطبيعة و تظل موجودة ،جيلا بعد جيل .
هكذا هي علاقاتنا
هكذا هو الحب الذي يجمع الناس
أن استعجلت الثمار و قلمت العلاقة في طريق الإنتاج، ستحصل على غلة وفيرة في زمن قصير .
لكن عمر العلاقة قصير نسبيا
و ضعفها واضح أمام تغيرات الطبيعة و الآفات.
لذلك يتنافر الاخوة في منزل واحد
لأنهم قلموا العلاقة استعجالا للثمرة
حددوا شكل النمو، بحيث يركز على تبادل المنفعة و تناسوا الظل الذي يأتي عبر مجرد الانتظار و مشاركة اللحظات الحلوة و المرة .
هكذا نصر على أن نقلم علاقات الزواج
نستعجل الخطوبة و الزواج و إنجاب الأطفال
في الطريق ، نتذوق الثمار ،لكن حبا كهذا ،ضعيف
لم ينم كما يريد، و إنما نما ليزيد الغلة.
حتى مع الله …
صلي كما صلى فلان
اعبد الله كما قال علان
اختصر زمن التفكير و اندمج في قطف ثمار الإيمان
لا يهم ماذا تعبد
أو هل انت مقتنع
أو هل يريح قلبك بعد أن اقتنعت؟
المهم
هو شجرة الإيمان القصيرة الانيقة المقلمة التي تسر الناظرين
برغم معرفتنا بأنها ستموت مع اقرب موجة صقيع أو جفاف .
دع اشجارك تنمو بدون أن تحدد لها المسار
تعلم الصبر
أن تتمتع بلحظة الان دون استعجال الثمار
و ان تفتح قلبك لله و الحب و للحياة
، ستتعبك احيانا هذة الأغصان المتشابكة
و قد تتأخر الثمار
لكن شجرتك ستبقى إلى الابد .
يزهر التقي في بيت الرب كسنديانة في جبل لبنان
رابط الصورة