مدونة طارق هاشم

مسير ام مخير





كل انسان مسير تماما ، لدرجة أن الحكومات و رجال الدين ،ليس فقط الله ، يستطيعون جعله يفعل اي شيء بمجرد ضغط الأزرار المناسبة .

في الوقت الذي تظن فيه انك فضلت نكهة القهوة اليمنية أو تلك الدجاجة المشوية ،انت لم تختر شيئا .انت قمت بتكرار ما تم تسجيله في ذهنك سابقا ،مجرد تكرار لا واعي ،يجعلك في أفضل الأحوال كلبا مدربا ممتازا … و كذا بالنسبة لتفضيلاتك تجاه الجنس أو اعتقاداتك تجاه الله أو الطقس .. اي شيء و كل شيء.

حرية الاختيار ، إمكانية نمتلكها جميعا ،لكن قلة نادرة فعلا تمارسها . مشكلة الإنسان انه يظن أن مجرد وجود هذة الإمكانية يعني انه حر في اختياراته.
كلنا يمكننا أن نتعلم قيادة السيارة ،لكن هذا لا يعني أن كلنا الان نستطيع قيادة السيارة.

لن تكون حرا باتباع التعليمات
لن تكون حرا بالقراءة
لن تكون حرا باتباع اعتقاد أو شخص
كل هذا يجعلك مسيرا أكثر فأكثر

انت تغدو مخيرا ساعة تتوقف عن رد الفعل
انت تغدو مخيرا عندما لا ترد الصفعة على خدك الايمن ،و لا تلتفت لتمنح خدك الايسر..
انت صاحب الخيار ،فقط عندما لا يستطيع أحدهم ضغط ازرارك لتتحرك في الاتجاه الذي يريد .

و عندما تترك التسيير، تكتشف كم كنت منوما
مجرد ترس متوافق بدقة مع الآلة الرهيبة التي ينتمي إليها

لا سبيل ؛
الا عبر تفريغ مشاعرك من ذكريات الماضي
و أفعالك من الردود المكتسبة
لا حرية بدون موت نفسك
لا حرية بدون ولادة جديدة .

اغفر لتجاربك
تتحرر منها
تحرر من تجاربك ،تستعيد مشاعرك
استعد مشاعرك
تختفي ردود أفعالك
ساعتها فقط
أنت مخير

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى