السياق و المضمون
احببت شخصا ،اقتربت منه بلطف ،قدمت زهره و قلت احبك
السياق ،هو مجمل الاقتراب بلطف و الزهرة ،المضمون كلمة احبك
عقولنا فعلا ،مصممة بحيث تتابع السياقات ،و تهمل المضمون
تخيل في نفس المشهد السابق انك اقتربت بعنف ،نظرت بقوة و صرخت (احبك)
من الواضح ان النتيجة ستختلف جدا
مالاندركه ،اننا نعيش في عالم السياقات المبرمجة لنا ،لننظر للتلفاز اهم ادوات البرمجة في عصرنا
اثارة اخبارية (نشرات كل ساعة)،عاطفة (فيلم هندي او مسلسل تركي) ،تعقيد درامي (مسلسل خليجي)
و مضمون فارغ تماما ،لا مضمون علي الاطلاق
انظر للسياقات في المجتمع ، زواج و اطفال كسياق يحدد هوية المرأة (غض النظر عن المضمون ،الزوج السيء،او الاطفال سيئي التغذية)
الموقع الوظيفي بالنسبة للرجل (كيف وصل ،هل هو متزن نفسيا ،يحب مايعمل ؟،هذا مضمون لا يهم)
عقولنا تدرك السياق جيدا ،لكن ادراكها للمضمون ضئيل
لذلك نجنح للتصنيف ،مسلم ،يهودي ،سني ،شيعي ..متدين ملحد ،الخ
البعض لا يدرك قوة السياق ،لانه لا يراه ،لذلك نري ظاهرة الملحد الطائفي مثلا ،حيث يظل الشخص في نفس السياق ،برغم انه غير المضمون
لماذا يمتليء الانستجرام بالصور ،هناك سياق ،و يجنح الانسان لرفع الصور استجابة للسياق،حتي لو لم يكن هناك ما يمكن تصويره الا جسد الشخص نفسه
لماذا يحظي شيوخ الفتنه والممثلين الفارغين بالمتابعين علي تويتر ،لنفس السبب
ماذا تفكر فيه في فيس بوك ،حالتك ؟ و الباقي معروف……
عندما ارادت صناعة النشر في امريكا مزيدا من الزبائن (في العشرينيات)،اتفقت مع البلديات علي بناء مكتبه في حائط كل شقه تبني
كان الناس ينظرون للفراغ ،و ينزلون لشراء الكتب (في بلادنا ،استعمل نفس الفراغ لعرض الصحون )
قاوم السياقات التي تحيط بك ،ركز علي المضمون
الشهادات ،الزواج ،العمل ،الممتلكات ،سياقات قابلة لكل مضمون
ضع المضمون اولا ،الحب ،السعادة ،البهجة
بعدها حدد السياق
ضع سياقاتك الخاصه ،ان رغبت في المال ،تصرف كثري ،ان رغبت في الحب ،تصرف كعاشق
سياقاتك تغير نفسك و عبرها عالمك
تذكر ،سياق خالي من مضمون مثمر ليس اكثر من قيد