مطبات التامل
افتح صفحتي علي الفيس بوك ،كل يوم علي عشرات المنشورات ،التي تتحدث عن الحب الالهي ،عن شعور التوحد مع الكون ،عن الفناء في الله ، و تتراوح هذه المنشورات بين اقتباسات من بوذا و اوشو و ايكارت تول و غيرهم ،الي عبارات كتبها بعض الناشرين او اصدقاؤهم ،عن تجربة طبعا ،كما اظن . المهم في الامر ،ان هذه المنشورات هي مطب هائل جدا . حفرة من النوع الذي يمنع العربات من مواصلة الطريق .
بعد الاحساس بالطاقه و هو اول مراحل التأمل ،يأتي الاحساس بالاتحاد ،ما نسميه الحب ،او الوحدة مع الله .لكن الامر لا يقف هناك ،هذا اول الطريق . فقدان النفس (الايجو) الضروري في البدايه ،يجب ان يعقبه استعاده لهذه النفس ، عبر المواجهة الواعية بها ،المصححة لها. معظم اساتذة التأمل لا يخبرونك . متى علمت الطريق ،تركتهم . لذلك اقول ،البقاء في محطة الحب ،مطب كبير جدا.
مطب اخر ،هو انعدام القيم . ان تري السارق و الشريف واحدا ،صورة و اصلا ، لا يا اخي … تعدد صور الفعل هو كما تعدد صور المادة برغم الجوهر الواحد ،نحن ناكل الثمار و لا نأكل الخشب ،و كلاهما نبات . امدح المحسن و ذم المسيء . وهم المشاهدة ناتج اخر للمرحلة الاولي ،تخلي عنه للتقدم الي الامام .
استعادة الفعل ،بعد استعادة النفس ، ضرورة
توقف عن ايجاد الاعذار ،اصلح ما استطعت ،اعط كل مخلوق فرصة في حياتك ،ان بددها اتركه خلفك ،لكن تأكد من منحه الفرصه ،الحياة طويله بما يكفي لصنع الكثير من الخير.
و ما دمنا في الاخلاق ،اعلم ان كل عمل يتبعه نتيجه ، و كل ساكن الي زوال. اعلم ان القانون الاسمي هو سنن الكون . غيرها قابل للتعديل بما يوافق الخير .لا تتردد في عمل الخير .
ان كنت ممارسا ، لربما حان الوقت للخروج من مطب الحب و التقدم لاستعادة نفسك. اعلم ان المسؤولية تضاعفت ،و انك الان تعرف الكثير .هذب نفسك لكن لا تقتلها.
اما بالنسبة لاهل الطريق ،تذكر ان البحر الي انحسار ،و ان الغرق قرب الشاطيء لا في وسط اللجه
اعبر و لا تضيع الزمن هناك. تجاوز اذكار البحر .الي ضفة النبيين و الاولياء .
تمسك بالاعتقاد ،لا بالمعتقد .الذكر اداة. اعتقادك يجعلها تعمل
تمسك باعتقادك ،فعل الاعتقاد .الذكر كلمات لا تفعل شيئا خارج نفسك
اما بالنسبة لاهل العلوم ،املا نفسك بعلوم الارض لتفهم علوم نفسك، اخطأ السابقون في توصيف الكثير بسبب صغر وعائهم العلمي و المعرفي. كلما زاد علمك بالطب و الفيزياء و الرياضيات و غيرها كلما استطعت ان تفهم رسالة الكون الاصغر بشكل افضل.
نواصل