أن تنظر بعين واحدة هو أن تكون كل مواقفك مبنية على دين أو مبدأ أو فلسفة معينة، لا ترى الأشياء الا من خلالها ، جنتك نار و نارك جنة ،متحيز و كاذب على الله لأنك ترى انه ملكك و انت تحدد ما يصنع .
فتغفر انت بدلا عنه و تعذب انت بدلا عنه ،و يصدقك الجميع فأنت تتحدث باسم الله ،كاهنه.
انت الاعور الدجال سارق معجزات الأنبياء و ناسبها لنفسك.
ثم يشاء الله أن تنفتح بصيرتك ، فترى بعينين ،عين الدين و عين الرحمة الإلهية، و ينشأ صراع داخلك بين الدجال الذي ملك الأرض و المهدي الذي يلجأ إلى المسجد الأقصى، بوابة العروج إلى السماء في قلبك ،محاصرا بالدجال، الذي يتخذ نظرته الأحادية لله مرجعا .
و يظل مهديك محاصرا ما شاء الله ربي، لا يجروء على محاربة الدجال ،ثم ينزل عيسى ،الكلمة التي فيك ،طمأنينة من الله ،لمن عرف رحمته ،فلا يقف أمامه دين أو فلسفة و تخسأ النظرة بعين واحدة إلى الله ، فيقتل الدجال مع كثرة جنده و يكسر رموز الأديان و يقتل النفس التي تقتات على القذارة ،ثم انك انت الان ،كلمة الله في الأرض، تقول كن فيكون و تصنع عالمك المليء بأيمان حقيقي ،بمعرفة لمن تعبد و رحمة لمن لم يعرف مثلك ، و هكذا ،تنتهي قصتك ،فصلك الأخير، لكنك لا تخاف فأنت عائد إلى يمين الكرسي ،تنتظر أن تنتهي حكايتك بشوق و لهفة و تملأ حتى ذلك الوقت الأرض عدلا و القلوب محبة .