لماذا لا يوجد رجال جيدين كفاية
بالنسبة للمرأة الدور الذي تلعبه منذ الطفولة الي الممات ،هو دور واحد ، يتمحور حول الامومة ، بتجلياتها المختلفة ،من الطفلة صاحبة العروسة ،الي الفتاة الجميلة ،الي الزوجة ،الي الام ،بمراحلها المتعددة الي الجدة .
طبعا توجد استثناءات ، لكن حتي ضمن هذة الاستثناءات ، يظل نموذج الام واضحا ،في تقديم الرعاية و المساعدة و الدعم النفسي .
هذا الدور الواحد ، حتي لو كان متعدد المراحل ، يبقى دورا واحدا ، من الممكن جدا ،اتقانه بمرور الزمن ، و هكذا ، مع وجود قدر من الوعي و الرغبة ، تتطور النساء ، للحصول علي (ام) اقرب الي المثالية ،بكل مراحل الدور .
لماذا لا يوجد رجال جيدين كفاية؟
بالنسبة للرجل ، الامر مختلف جدا ، لا توجد شخصية رجالية مثالية ،تغطي كامل العمر ، مما جعل علماء النفس يفترضون وجود موديلات مختلفة ،لكل مرحلة عمرية ، تظهر و تختفي ، فمثلا تتميز الطفولة بحب الاشياء و التجربة المستمرة ، منتجة شقاوة الاولاد المعروفة (المحبوبة كدليل علي الصحة النفسية)، هذا لا يشبه مرحلة الشيخوخة حيث يتحول الرجل الي (حاكم ) لقبيلة صغيرة ،مطالب خلالها بوضع قانون ،و الفصل بين تطلعات الافراد المختلفين داخل اسرته الممتدة ،و من الواضح ان شقاوة الطفولة لا علاقة لها بأي قانون ، هذة الادوار المختلفة ،تجعل النجاح في كل دور تحديا مختلفا ،يتكرر كل عقدين تقريبا ، من الطفولة و المراهقة ،الي الشاب المكتمل (المحارب) الي الرجل الحكيم الذي يقود من حوله الي النجاح عبر الدعم الهاديء،الي الملك الذي يضع القواعد و يمثل القانون لمجتمعه .
عدم التطور ،في مرحلة ،يؤثر كثيرا علي المراحل التي تليها ، و عدم وجود القدوة المناسبة لكل مرحلة ،يجعل اداء هذة الادوار صعبا جدا .
لذلك كثيرا ،ما نبقي كرجال ،في مراحل ،لا ننجح في تجاوزها ، مثل الرجل الطفل ،الذي لا يعتمد عليه ، او الاب الغاضب الذي يقيد نمو افراد اسرته النفسي ،الي العجوز فاقد الحكمة الذي لا يفهم ان دوره الفعلي هو تأهيل الباقيين حوله ،لليوم الذي سيموت هو فيه ،ليقفوا علي اقدامهم بثبات .
المجهود المطلوب من الرجل هذا ،تتم مكافئته ،بمزيد من السلطة ،عادة معنوية ، منتجة قدرا من الغيرة ، و الاتكال ، من ذكور اخرين ، و هذا امر ايضا يصعب مهمته .
لكن ،في نهاية هذا الطريق او في كل مرحلة من مراحله ، النجاح له جوائزه ، غالبا من الاهتمام الانثوي و الخضوع العام ،و الاعتراف ،بتمثيل الرجل لمرحلته العمرية بأفضل شكل.