اوهام العابد
الهدف من الاتصال بالله عبر اي طقس او عبادة لا يخرج عن طريقين
الاول ان تعتبر الطقس او فعل العبادة مجرد نقاط ،تكسبها او تخاف فقدانها لذلك تصلي مثلا ،اما لتنجح في الاخرة او لتستجاب طلباتك في الدنيا . و انت و الله في هذا الحال تاجران تتممان صفقة باخذها و عطاءها و لله المثل الاعلى .
الثاني ان تعتبر الطقس اداة للترقي و التهذيب ، يصلحك انت ،يجعلك شخصا افضل ، اكثر احساسا بخالقك و كونك و نفسك .
تحدثت كثيرا عن خطل الطريق الاول في مقالات سابقة و اليوم احتاج لقول كلمة عن مزالق الطريق الثاني :
يجب ان ندرك ان الترقي عبر الصلاة او الصيام او الحج او غيرها من الممارسات الروحية ليس مرتبطا بالتراكم الكمي ، و الا كان الرهبان جميعا و الائمة ممتلئين بنعمة الروح الالهي ، مستقرين نفسيا ،مستجابي الدعاء ،ممتنين للحياة و يحولون كل مقابلة معهم الى نافذة تجلب نور الخالق الي حياة من حولهم .
في الواقع ،هذا نادرا ما يحدث . و كثير من اولئك العابدين ،مخيفون بنوبات غضبهم و جشعهم و رغبتهم في محاكمة الخلق . هذا غير القصص عن سقطاتهم و وقوعهم فيما يحذرون الناس منه .
اوهام العابد
اين الخطأ ؟
ببساطة الترقي عملية تحدث كما نمو البذرة
انت تضع البذرة في الارض و تسقيها ،لكنك لن تسرع نموك الروحي بالمزيد من السقاية او السماد . و في الواقع ،الكثير من الانغماس في فعل الطقوس قد يتلفك تماما .كما تتلف الفيضانات الحقول .
يجب ان تعلم ان الظهور الالهي فيك هو عملية تاخذ وقتها الخاص .كن مطمئنا و اصبر . و حتى يأتي لك وقت الترقي ،زاول حياتك كما يجب ، ادرس اعمل اطبخ ازرع …الخ
لا تستجعل شيئا . طبعا لا تتوقف عن ممارساتك الروحية لكن لا تجعلها المحور الذي يدور حوله العالم. لو اراد الله فقط ان نعرفه .لجعلنا جواره هناك فوق . هنا حياة تستحق ان تعاش و تذكر ،انت سترتقي و لكن بوقتك و هذا يأتي بدون تدبير .