تغيير الماضي
دعني ابدأ بمثال شاهدناه كثيرا، بعد ان اصبح فلان ثريا او مسؤولا مهما ، فجأة صار تاريخ اسرته مشرفا ،تحول والده من فقير علي ابواب الكرام ،الي مكافح صنع ابنا ناجحا و قس علي ذلك .
تغييرك للحاضر ،هو تغيير للماضي ، نجاحك اليوم ،يحول فشلك البارحة الي (تجربة ملحمية ) ضرورية ، و فشلك اليوم ،يحول نجاحك السابق الي طريق منحدر نحو الخيبة.
يقال لك ،انظر الي فلان فشل اربعين مرة و نجح الواحدة و الاربعين ، في الواقع لم يكن في محاولته الخامسة و الثلاثين ،اكثر من فاشل مزمن ،و اليوم تحول الي رمز للنجاح ، هكذا الناس ،تقيس ماضيك ،بما تراه اليوم فقط .لذلك لا تقلق ،الماضي قابل للتغيير ببساطة ،حتي عند من يعرف تاريخك .
و لكن هذا يعني فعلا ان الماضي غير موجود ، او انه قابل للرواية باكثر من طريقة . ماذا لو انه لم يكن الا اليوم ؟
و اننا نعيش يوما واحدا فقط ، مزودين بشريط ذكريات لم تحدث . في الحقيقة ،لا توجد طريقة لاثبات وجود البارحة من هذا المنظور .
و هنا تكمن سهولة تغيير الماضي .
مجرد اصرارك علي تعديل الحكاية التي تعرفها عن نفسك ، يجعلها حقيقة .
تذكر ان الناس بعامة غير ميالين للبحث وراءك ، اجلس و احكي لنفسك ما حدث البارحة ، بالطريقة التي تجعلك سعيدا . هل هذا كذب علي النفس ؟ لنقل انه (تعديل) بسيط ، الحقيقة غير مهمة الا بالقدر الذي يفيدك في يومك ، و نحن نعيش يوما واحدا فقط ،اليوم.
لذلك ان كنت مدمنا ، تذكر حكايتك حين توقفت عن شراء الحلوى ،ان كنت فقيرا ،تذكر ايام الثراء السابقة ( حتي ان لم تكن موجودة) ،و ان كنت تعاني من الوحدة ،تذكر انك كنت محبوبا في المدرسة ( حتي و ان لم يحدث هذا) .
هذا التغيير الواعي لماضيك هو خطوة سحرية كبرى ، تغيرك اليوم . تذكر ، هو يوم واحد فقط ، و لا زمن اخر ، لا سابق و لا تالي .. امتلك رفاهية تغيير حكاياتك ، تغير ماضيك.