من مشاكل العقل البشري المزمنة ،الخلط بين النوايا و النتائج ، ننوي أن نعيش بسلام
فنقتني الأسلحة ، و ننتهي بقتل البعض أو ربما الارتعاش خوفا من سباق التسلح مع جيراننا.
يمكنك إن استطعت الفصل بين نوايا الفعل و نتائجه ،أن تمتلك نظرة ناقدة نحو ما يحدث حولك .
اذا قمت بمد هذا الخط على استقامته، ستجد أن كل ما هو (طبيعي) أو(جيد) غالبا لا يؤدي لنفس النتائج التي كانت النوايا ترغب فيها .
مثلا ،تخبر طفلك بما تعرفه من تقاليد وعادات قبيلتك ،ليصير رجلا محترما ،لكن هذة التقاليد صعبة و النتيجة انه يصير منافقا.
في مثال آخر يشترط المجتمع على من يريد ممارسة الجنس أن يمتلك قدرة اعالة الاطفال ،نيتنا أن يعيش الاطفال بسعادة .
لكن النتيجة أن الملايين حرفيا محبوسون ضمن ظروفهم المالية ،و يعانون على صعيد الجسد و النفس.
قس على ذلك احترام ممثلي السلطة المفيد للعدل و نتيجته خلق الفراعنة الصغار أينما حللنا ، قوانين الضرائب
التي وضعت لإعانة الفقير و انتهت لافقار الغني ،جمع الناس حول الدين لزيادة ترابطهم و وتعاطفهم
و الذي انتهى بحروب الأديان و المذاهب … الخ تقريبا أينما نظرت ، تجد أن كل نية طيبة ،تحولت
إلى مسخ يعيق حياة الإنسان و الحل ليس في تعزيز النوايا و إنما مراجعة النية نفسها ،فكل نتيجة متولدة من نيتها الأولى.
نحن كجنس بشري ،قاصروا النظر للغاية ،متطورون بأسرع مما ندرك ،معقدون أكثر مما نظن .
كل نية طيبة ،تنتج شيئا في الغد لا يمكن تقريره اليوم، مكانك انت كفرد ،يتحدد نتيجة النوايا الحسنة للبعض ،لكنك
دائما قادر على الاحتفاظ بمساحة التفكير في عقلك بيدك ،أن اخترت .
استعمل ميزان النية و النتيجة لتحافظ على استقلال عقلك أمام سيل النوايا الحسنة.
رابط الصور
https://www.pexels.com/photo/white-and-yellow-flowers-in-heart-form-159077/