ديانة الفودو هي ديانة أفريقية نشأت في غرب القارة و انتقلت غربا نحو جزر الكاريبي و نيواورلينز، و شرقا نحو وادي النيل و الحجاز .
اذا كنت تتساءل ،طقس الزار هو شكل من أشكال ديانة الفودو
و في الزار توجد شخصيات مختلفة ،تحمل قوى سحرية
هذة الشخصيات كثيرا ما تكون مؤذية ، شيء شبيه بفكرة الشيطان في الإسلام و المسيحية، لكن الفرق انه في الفودو و عكس اديان الشرق الأوسط المعاصرة ،تحظي القوة الشريرة بالاحترام، و تقدم لها القرابين لارضاءها و بالتالي يطلب منها ان تترك المريض او الإنسان التعيس في حاله و هكذا يتحرر من سطوتها.
اشهر شخصيات الفودو في الزار ،هي الخواجة
و الخواجة في الكاريبي هو البارون سامدي
ديانة الفودو
و يمثل على هيئة زنجي يرتدي ملابس العزاء الأوروبية، بذلة كاملة من الفراك و قفازات و قبعة جنتلمان انجليزية مرتفعة . مثل ملابس فرق الموت الغانية الذين يحملون التابوت في الاغنيه الشهيرة .
في بداية الستينات ،في جزيرة هايتي، سيطر الرئيس دوفالييه على شعبه بواسطة الادعاء بأن روح الخواجة قد حلت به .
دوفالييه كان طبيبا ناجحا فاز بالانتخابات ،اشتهر بلقب بابا دوك ،الاب الطبيب ،لكنه عندما وصل للسلطة قرر ان يردع اي محاولة لازاحته عن الكرسي، عبر تخويف الشعب ، و هكذا
كان دوفالييه يقوم بكل الاشياء المهمة في يوم ٢٢ نوفمبر ،يوم البارون سامدي . حتى شرطته السرية (تون تون ماكوت) اخذت اسمها من شياطين الفودو .
طبعا ،برغم ان معظم المساكين في هايتي كانوا يرتجفون لمجرد التفكير في الشر الذي يمكن أن يصيبهم اذا عارضوا الخواجة . لم يكن جميع السكان بهذا الغباء، و بالتالي قامت مجموعة من السياسيين بالهرب للولايات المتحدة و الضغط على البيت الأبيض لتغيير رئيس هايتي الساحر .
و بما ان هايتي كانت مستعمرة أمريكية سابقة و بما انها كانت تعتمد على المعونات الأمريكية، اطلق الرئيس كينيدي تحذيرا شديد اللهجة لدوفالييه، و طلب منه مغادرة السلطة .
كان رد دوفالييه الغريب هو أن طلب من الخواجة ،بارون سامدي الحفاظ على عرشه .
بارون سامدي أخبر بابا دوك انه سيتصرف ،بابا دوك نقل تنبؤات بارون سامدي للعالم و سط سخرية باقي قادة العالم من حالة الهبل التي غرق فيها دوفالييه.
و في يوم البارون سامدي ٢٢ نوفمبر ،في تكساس ١٩٦٣ ،اغتيل كينيدي…
و لك ان تتخيل تأثير الحدث و التوقيت على شعب هايتي
و على الادارات الأمريكية اللاحقة
توفي بابا دوك في الثمانينات و خلفه في السلطة ابنه الفاشل الذي اطاحت به ثورة شعبية فهرب إلى فرنسا ،تاركا بلدا غارقا في الفوضى و الخوف من الخواجة .