حكاية نجمة
و بما انني فايق و رايق ،فسأحكي لكم عن نجمتي ، قبل عدة اعوام ،و كنت ساعتها نهما جدا تجاه الكتب و المعرفة ، احسست بان ثمة شيئا لا افهمه ، لا يمكن ان يكون هذا هو (العالم) ،مجرد كواكب و ارض و مادة ،الخ … هناك شيء اعمق في مكان ما ، و طبعا بما انني كنت مدمن قراءة ،فقد عدت للكتب لتزداد حيرتي ،جربت اشياء مثل السحر ،بغرض فهم ماهو غير مرئي ، و قرأت في العرفان و التصوف و الاديان .كل هذا لم يشبع اسئلتي .
في ليلة ما ، كنت نائما في سطح المنزل ،فالجو كان صيفا و كنت متضايقا من الحرارة ،نظرت الي السماء ،و بوصفي ابنا لمزارعين ،فقد كانت لدي معرفة معقولة بمجموعات النجوم ،لانها تستعمل عادة لتحديد مواعيد الزراعة و البذار . كانت هناك مجموعة الثريا و قربها كانت كوكبه الجبار و الي الجانب كان الثور و هناك في الجنوب ايزيس و شمالا الدب القطبي ، و درب التبانه في الوسط ، هذه المجموعات كانت دايما هناك ، تذكرت اية (فنظر نظرة في النجوم ) التي تصف تمارض سيدنا ابراهيم ،قبل ان يحطم الاصنام ،و جال بخاطري ان المفسر فاته ،اولا التنجيم الذي هو اساس طب بابل ،و تاليا ،ان الاصنام هي نجوم في جسد حجر ينحته الكاهن ، كي لا اطيل ..فكرة تلت اخري ، حتي سألت : هل يعقل ان كهنة النجوم البابليين كانوا يكذبون فقط ،و ان الناس كانت من الغباء لتصدقهم ؟
نظرت الي السماء ،اخترت منها نجمة (لن اذكرها ،لانك تختار ما ترتاح له) ،سلمت عليها ، و حاولت ان افهم ،ربما ترد علي … لم يحدث شيء ،لكني شعرت بخوف بسيط و قلق ،ربما تجاوزت حدود العقل بحديثي هذا ،،،،، نمت … في تلك الليلة ، زارتني النجمة في المنام ، كانت سيدة بعمر الثلاثين تقريبا ،جميلة الملامح ،ناعمة و كانت ترتدي فستانا اخضر اللون . لم اتبينها بوضوح ،و لكن ابتسامتها كانت رااااائعة ،استيقظت . و نظرت للسماء ،كانت ماتزال هناك ، نجمة لامعة بقوة ، الان بدأت افهم . و جاءني خاطر وراء اخر ، العالم المرئي هو تكثيف لعالم اخر كبير ، نحن هنا (خلفاء) نستطيع و نقدر ، و العالم بنجومه ،رهن لارادتنا . تذكرت ان ادم (خليفة) ….
حكاية نجمة
هذه كانت البداية ،منذ تلك الليلة ،لم اعد اقرا ،الا فيما ندر ، تعودت ان اتحدث الي الاحجار و ان اتذكر ذكريات من مروا علي الارض ،ليس بكفاءة ،لكن بما يكفي لاعرف كل يوم شيئا جديدا ، تغير عالمي ،و ادركت انني كنت احبو ، الآن فقط تعلمت المشي .
ستنقضي سنوات ، اتعلم فيها كل يوم ، اري الاشياء من منظور مختلف و احلق في عالم غريب ، محاطا بالظلمة الذهبية . هذه رحلتي