مدونة طارق هاشم

ارض المعجزات

ارض المعجزات

ارض المعجزات

يجب ان تعرف ،ان عالمنا له مستويان ،ذكوري و انثوي
في العالم الذكوري ، نحن نعدل الوقائع بشكل مستمر بالعمل ،مثل الوظيفة او بناء منزل مثلا
في العالم الانثوي ،نغير العالم ،عبر تغيير الثقافة ،مثلا ،كتابة قصيدة او رسم لوحة او سن قانون
طيب ،ما هي اهمية الجانب الانثوي ؟
لاحظ ان كل الناس تزور الاثار مثلا ،للتمتع بالجمال الانثوي ،ما بقي من اي حضارة قديمة مثلا ،ليس اسماء الموظفين و الجنرالات و انما اعمال الفن و الادب . هذه طريقة حضارة ما في تغيير العالم (تراكميا) و عبر الجانب الانثوي هذا ، بحيث انه حتي و ان زالت هذه الحضارة بالكامل ماديا يبقي تأثيرها المعنوي المتراكم في شكل العالم الذي نعيشه .
استغل هذا لصالحك ، غير العالم (انثويا) كما تعمل لتغييره ذكوريا
ابدع الشكل ،نفذه في خيالك ،و لا تفكر باللحظة الراهنة
الامر مثل كتابه قصيده او الدندنه باغنية ، انت تغني و لا تهتم بضبط اللحن او العبارات ، طول ما مزاجك مرتاح ، تواصل الغناء .


كيف تصنع (المعجزة


لا تفكر في العالم الا كحالة زائلة ، نهر يتحرك ببطء ، حاليا ،ان رغبت في تعديل شكله لا تحاول امساكه ،يمكنك الانتقال من ضفة لاخري ،مثل ما يعمل كل الناس ، ينتقلون في الوظيفة او المكان ،فكأنهم غيروا موقعهم بالنسبة للتيار ، لكن المعجزة فعلا هي تغيير ما ياتي به النهر و انت في مكانك ذاته .
نهر الحياة ،محكوم بالوعاء الاكبر ، افكارك
لو وضعت فكرة معينه تجاه شيء ما ، حافظ عليها .لا تحاول التأكد من صحتها ، لان النتأئج تراكمية ، تنمو تدريجيا ، مثلا ،انا كنت اعبر شارعا مزدحما للعودة لمنزلي كل ليلة ، و كانت هذه العملية مرهقة جدا ، هناك طبعا طريق اخر ،لكنه طويل ، الفكرة التي احتفظت بها ،هي القيادة الرائعة (قيادة بدون ازدحام ،بدون ازعاج و بدون قلق) ، في البداية لم يحدث شيء ، و لم احاول التمسك بالفكرة او مراجعتها ، فقط اعتبرت ان الشارع ممتع ،و تجاهلت كل الازدحام و المشاة و السائقين المملين . في لحظة ما ، تحول الشارع ، اليوم اقطعه بهدوء ،و فعلا يكون خاليا .
السر بسيط ،ضع ما تريد بوضوح ، قرر انه حدث ،لا تفكر في (التأكد) من حدوث ما تريد اعتبر نفسك (مسيطرا ) علي ما تريد تغييره ، و استمتع بالحياة ،لا تفكر ، سيتغير شكل الاشياء .

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى