مدونة طارق هاشم

اسلام الطقوس

في فترة الاحتلال الغربي من القرن الثامن عشر و حتي اليوم . سيطرت نسخة جديدة من الاسلام علي بلاد المسلمين ،هذة النسخة طقوسية بامتياز ،الحكاية ليست مؤامرة بقدر ما هو متاح ،اي خواجة أو حاكم وكيل للاستعمار ،لم يكن ليسمح لإمام باكثر من الحديث عن الوضوء و استقبال القبلة ،و ايثارا للسلامة ،تحول الخطاب الديني كله تقريبا في هذا الاتجاه ، الطقس .

حتي اليوم ،هذة النسخة هي الاعم ،حيث تراجع دور الاسلام كطريقة لفهم اسرار الكون في المذهب الصوفي ،او كاداة لتغيير الاوضاع الاجتماعية في المذهب الشيعي او صانع للدولة في مذهب أهل السنة او حتي متمردا ثائرا طبقيا في مذاهب الخوارج المتعددة، ليتحول لدين يركز علي الملابس و طريقة حلاقة الذقن و الاستحمام و عدد التسبيحات.

و بما ان الطقس ، امر لا يبرر اقامة دين ، فقد تم الغاء الاسلام نفسه ،لصالح الطقوسية ،تحولت غاية وجود الكون في اسلام اليوم لاداء الطقس فقط . كل الكون خلق للعبادة (اداء الطقس) ،اية واحدة ،تتحدث عن الطقس ،تحولت دينا كاملا .

و تبع ذلك ، التخلف الذي نراه ، فانت مسلم اذا اديت الطقوس فقط ، و تحولت الي وعاء مزخرف فارغ ،لا يهم مقدار سلامتك النفسية او الاجتماعية او المادية ، علمك ،تعاملك مع اهلك ،المهم ان تؤدي الطقس .

يعتقد البعض اليوم ،ان الاسلام في خطر ، و أن المؤامرات الخارجية و الوعي الزائد لدي ملايين من المعتنقين ،يدفعان بالاسلام للهامش . في الحقيقة ، الخطر الوحيد هو استمرار هذة النسخة الطقوسية المنافية للعقل و الحاجات الروحية و المادية للانسان .

سيسقط دين الوضوء و أحكام الملابس ،هذا مؤكد ، لانه لم يكن اصلا ليوجد الا تحت سلطة الاحتلال . بقاؤه رهن بمحتل خارجي او وكيل استعمار داخلي . و من حكمة الخالق ،تبدل الظروف .

موجة الرفض التي يعتقد البعض انها موجهة للاسلام ، موجهة للطقوسية ،و بقدر ما يزداد نقد المؤمنين للطقوس ، يزداد ضجيج شيوخ الطقس لمماهاة نسختهم المشوهة بالاسلام .

يحذروننا من خلو المساجد ، و لا يعلمون ان القلوب خلت
سيأتي يوم ،اراه قريبا ، تسقط فيه هذة الركاكة المسماة ظلما بالاسلام
ساعتها سيفخر المؤمن باسلامه ،اسلام الروح ،و النفس و الجسد
في دين يلبي حاجة الانسان ،لمعرفة نفسه و الكون و حتي الله
دين يحث علي الثراء و السعادة و العدل و تلبية حاجات النفس و الجسد
دين غايته الانسان .

رابط الصورة

https://www.pexels.com/photo/gold-mosque-during-sunset-161276/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى