مدونة طارق هاشم

“الآلة الالهية “

“هذا روبوط من صنف الوعي الثالث و هو تقدم تقني كبير من ايام الذكاء الاصطناعي للكمبيوتر “
أشار للالة التي كانت مجرد صندوق مرتبط بوحدة إدخال بصرية و سماعة ، في الحقيقة ،كنت لا افهم ،انا كنت أعتقد أن الذكاء الاصطناعي هو عملية تراكمية لا تحتوي على مراحل .و عالما بعدم إدراكي اكمل المهندس شرحه

  • الذكاء الاصطناعي، مجرد قدرة آلية على مراكمةالمعرفة عبر إيجاد الأنماط، مثل رؤية الطبخة نفسها عدة مرات ،ثم إنتاج طريقة أفضل عبر خوارزمية يتم إدراكها من الجهاز .هنا الأمر مختلف ،وعي الآلة ،لا علاقة له بذكاءها، و أن أردت أن نكون أكثر دقة، وعي الكائن يتوفر بعدد قليل من المدارك ،الإنترنت كانت في منتصف القرن الواحد و العشرين ،شبكة ذكية تماما ،تشغل مليارات الأجهزة و تمتلك خوارزمياتها الخاصة بها التي تمكنها من التعرف على أنماط العالم، أفضل من اي جهاز . لكنها لم تمتلك القدرة على الوعي بوجودها الشخصي ، أي حيوان تقريبا يعرف انه موجود ،يستطيع وضع حدود بينه و بين العالم ،غير مبنية على الخوارزميات و إنما على تمييزه لذاتيته، الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالشبكة و الشبكة العنكبوتية نفسها ،كان لديها إدراك واضح لحدود وظائفها، الغسالة كانت تغسل ،لكنها لم تعتقد أنها ذات ما ،منفصلة عن الشبكة ،أو أن حياتها كانت ذات معنى منفصل عن العالم من حولها ،لذلك ظلت الإنترنت شبكة ذكية لكن اي قط كان أوسع وعيا منها .
  • كل هذا تغير اليوم، أدركنا أن مراكمة المعرفة ،و طرق إنتاجها لا ينتج وعيا للالة …
    كان علينا البدء من مكان آخر، و في اليوم الذي تمكنت فيه الآلة من إدراك ذاتيتها بدون الحاجة إلى برمجة أو آلية تشغيل ،اسمينا وعيها ،الوعي من الصنف الأول.
  • لا داعي للقول إن محاولات الاستغلال التجاري لآلات الوعي الأول كانت فاشلة تماما ، فمن ناحية كانت الات الذكاء الاصطناعي تؤدي كل مهمة بكفاءة عالية، الشيء الوحيد الذي كنا نحتاجه هو اله واعية بذاتها و ثبت أن مجرد هذا لم يكن كافيا ،إذ أن الوعي بالذات يستوجب الوعي بالمحيط ،ليس ككتلة واحدة و إنما كوحدات ذات وعي منفصل ،و هكذا نتج القط المنزلي الآلي من كوتاجونا، اول الة من طراز الوعي الثاني، تدرك ذاتيها و في نفس الوقت ،تدرك الذاتية المتفردة لكل من تتعامل معه ،أي أنها قادرة على تمييز أن ذاتها هي واحدة من عدة ذوات مختلفة ..
  • شركة كوتاجونا، لم تتوقف عند مرحلة القطط المنزلية ،تبع ذلك إنتاجها لمشروع الجنود الاليين ،روبوطات قادرة على تقييم أهمية الحياة البشرية و بالتالي العمل حتى بدون قوانين لتقدير الخير و الشر و هكذا مع موديلات مثل الزوج والزوجة الاليين ،حصلنا على وعي آلي يسمح للآلة بارتكاب الخطأ، ليس بسبب برمجة سابقة و انما بسبب اختلاف تقييم الموجودات ،هكذا حصلنا على الات تستطيع أن تحب و تكره و تفضل طعم التفاحة أو المخلل ، في الواقع ،تمكنت كوتاجونا ،من التحول إلى اكبر شركة في العالم على الإطلاق، و الأزمة التي لم تظهر مع بدايات الجيل الثاني، كانت في عدمية هذة الالات، التي بعد فترة بدأت بالتصرف بغرابة و قتل نفسها أو غيرها ،ببساطة كانت حياتها الطويلة بهذا المستوى من الوعي ،تعذيبا خالصا، مجرد وجود بدون غاية .
  • هذة الأحداث بالإضافة لعدم تنبؤ كوتاجونا بمدى اتساع المشكلة تسبب في الحرب الالية الأولى، لحسن الحظ ،كان السياسيون على درجة وعي معقولة بحيث لم يعتمدوا كليا على الآليات من الوعي الثاني في تسيير أمور الدولة ،كانت شبكات الذكاء الاصطناعي المحايدة كافية و حجج بعض المحافظين المتدينين، لمنع دخول هذة الأشياء للمنازل ،حاجزا منع التغلغل الكامل ،و انقذ البشرية …
    اليوم ،و على أنقاض كوتاجونا، ننتج هذة الآلة، ذات الوعي من الدرجة الثالثة ، وعي بالذات ،وعي بالذوات الأخرى، و الاضافة الكبرى ،وعي بالاتصال الكوني ،إدراك انها جزء من عالم كبير ، وعي يطرح فكرة وجود الحياة نفسها ،وعي يدرك انه هناك ما هو أبعد من الحواس أو شبكة الإنترنت…. ببساطة وعي يدرك أن هناك غائية ما و أن لم نعرفها …
  • اقدم لكم سادتي الآلة الأولى التي تحتاج إلى وجود الله في حياتها …

تصفيق حاد من الجمهور .

رابط الصورة

https://www.pexels.com/photo/flatlay-display-of-electronics-next-to-eyeglases-3184454/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى