مدونة طارق هاشم

المجوهرة

المجوهرة

المجوهرة

زمان جدا ،و انا بعمر الخامسة تقريبا ،قبل المدرسة ، وجدت في الشارع ،قطعة اكسسوار زجاجي ،علي شكل زمردة خضراء ،رفعتها و نظرت من خلالها الي الشمس ،فاطلقت الوان قوس القزح الزاهية .

في الغالب ،كانت ال (مجوهرة) كما اسميتها وقتها – بسبب ضعف حصيلتي اللغوية ، جزءا من حلق او غويشه من النوع الذي يباع بالجملة ،لكن طبعا ، مين يفهم ؟

احتفظت بالمجوهرة

معي باستمرار ،و متأثرا بافلام الكرتون ،الحقيقيه جدا بالنسبة لطفل في الخامسة ،تخيلت انها ذات قيمة كبيرة جدا ،و انني اصبحت ثريا . من يعرف ؟ قد تشتري بيتا او لو طلعت قليلة القيمة ،ربما عجلة حمراء ،من النوع الذي توجد به فرامل و ترس تعشيق . كنت ادخل يدي في جيبي و انا ارقد في الغرفة وحيدا ،اخرج الزمردة و انظر اليها في النور . فكرت ان ابيعها طبعا ،لكن لمن ؟

جاءت الفرصة ،عندما ارادت امي الخروج للسوق .ذهبت معها ،كان في السوق محلات للصاغة و كنت اعرف انهم سيقدرون قيمة ال(مجوهرة) عندما يرونها ، من يدري ،ربما … و ربما … .
في السوق ، عندما اقتربنا من محل الصاغة ، انسللت بهدوء ،و ذهبت لمحل يجلس امامه رجال كبار كثيرون يشربون الشاي .
قلت ،لدي شيء ،ارغب في بيعه ، التفت نحوي الجميع ، ادخلت يدي في جيبي ،و اخرجت القطعة الزجاجية اللامعة ، انفجر الرجال بالضحك جميعا في وقت واحد …. و نهرني احدهم .

كانت هذه اول مرة في حياتي ،اعرف فيها ،طعم المقلب .غضبت و القيتها في الشارع .

لسوء الحظ ،لم تكن اخر مرة ، و برغم انني كبرت جدا بعدها ، الا انني لم افقد قابليتي للانخداع .

و كل ما اخذت مقلبا من هذا النوع ، في انسان ،في وطن ،في ايمان ،في معرفة …..الخ
اتذكر قطعة الزجاج اللامعة تلك .

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى