مدونة طارق هاشم

النظارات

من اعتاد ارتداء النظارة منذ سنوات
لا يحس فعلا بوجودها برغم انها ليست جزءا منه
هذا ينطبق علينا جميعا
نحن نشاهد حياتنا عبر عدسات :
ادياننا، ثقافاتنا، اجسادنا و تجاربنا

و نادرا ما نستطيع خلع هذة النظارات
لأننا ببساطة
لا نحس بوجودها
تأتي اللحظة الأعظم في حياتنا
لحظة موت الايجو، الأنا، الشخصية
لتخبرك انك لست النظارة
هذا هو التنوير ،ليس الانغماس في اليوجا أو لحظات الجذب الصوفية أو الغرق في الحب
لا ،ببساطة
اللحظة التي تدرك انك لست جسدك أو تفضيلاتك النفسية أو معتقداتك الفكرية
و هذة قد تأتي عنيفة
كما يحدث للصائم الذي تنكسر سيرورة الواقع أمام عينيه
أو تدريجية
عبر الاقتناع ،كما يحدث للمتأمل في أحوال نفسه

في كلا الحالين
يدرك المرء انه ،هو ،من يجلس خلف العدسات
فيختار
أن يحتفظ بها أو أن يستعملها
لكنه واع في الحالين
انها نظارة لا تنتمي اليه
لا يجوز التماهي معها
اللهم إلا بقدر ما يحتاجه للبقاء في عالم الصور
تأتي القوة الحقيقية من معرفتك انك لا يمكنك أن تفقد الا نظرتك
و انك الحقيقي ،باق و خالد ،بعد كل الصور و النظارات التي تنقلها
استعد جوهرك
اخلع نعليك
اغسل اقدامك
و تخل عن نظارتك

رابط الصورة

https://www.pexels.com/photo/close-up-photography-of-eye-1069588/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى