مدونة طارق هاشم

كوجيتو الصوم

كوجيتو الصوم

كوجيتو الصوم (نبوة)

لكل مغناطيس قطبان ،شمال و جنوب ، و عندما تكسر مغناطيسا الى جزئين
فان الناتج مغناطيسان . بنفس خصائص المغناطيس الاصلي و يكون لديك اربعة اقطاب ساعتها و بفرض ان لديك مغناطيسا مستقيما و قمت بتقطيعه الى الف قطعة ، فستحصل علي الف مغناطيس مماثل في الخواص للمغناطيس الاصل .
هذا يسمى بالهولوجرام ، ان تتمكن كل وحدة في مادة ما من الاحتفاظ بخصائص المادة ، مهما صغرت .الامر شبيه بالمرايا ،حتى اصغر كسرة منها تمتلك خواص المرايا الكاملة .
بالمناسبة ، قوانين الفيزياء تخبرنا ان كل حجر يمتلك نفس الجاذبية التي يمتلكها اي كوكب ،طبعا يكمن الفرق في كتلة الحجم بينهما فقط .
و لكن
ما الذي يجعل المغناطيس مختلفا عن اي قطعة حديد عادية ؟
ببساطة الاتساق بين جزيئات المادة …
كل جزيئات المغناطيس تتجه كهربائيا في نفس الاتجاه . كيف يتم هذا صناعيا ؟
عبر تعريض الحديدة الى مجال مغناطيسي بالغ القوة
و الان
ان كنت مازلت تقرأ …
الروح التي بداخلك ،هي هولوجرام ، مثل كسرة المرايا او قطعه المغناطيس او الحجر .
قدرتها على الخلق ، معرفتها الكاملة بالكون ، و اتصالها المطلق بكل شيء … كلها متضمنه في اصغر جزء ،كما في القطعة الكبرى .

ما تجتاجه فقط هو الاتساق لتكون انت هذا المغناطيس
ان تمر عبر الضغط العالي لتتوحد اتجاهات اقطابك . او تمر عبر الحرارة الشديدة لتذوب مشكلا المرآة .
كل جيش في العالم يعرف هذا ،لذلك يدربون جنودهم على العمل باتساق .في نفس الاتجاه ،و قس على ذلك اي رياضة جماعية ،و حتى في الرياضات الفردية ، لا يرى لاعب التنس او الجولف الا الكرة في الملعب ،و يعمل جسده متسقا لتحصيل النتيجة .

هكذا ، تتعلم ان تصير متسقا ، داخليا ، عبر توحيد اتجاه النفس ، و الجسد و الروح ، ليتجلى نسق واحد ، وحدة مشاعر و جسد ،تجعلك في اتجاه الروح الخالق.
ادراك لقوتك تجاه التعب ،الجوع و العطش و الجنس
ادراك لقوتك تجاه اطلاق الاحكام (النميمة) و الغضب و الخوف
و هكذا تتسق جسدا و نفسا مع الروح ،قوة الحياة الخالقة .التي لا توجد في جسدك او نفسك ،و انما مثل اشارة الراديو ،لا يعمل الجسد و النفس بدونها .

هكذا ، تمتلك تجلي القوة المفرط “الارادة”
انت متسق مع الله اللطيف ،المتخلل لكل شيء ،مانحا اياه موضعه في خريطة الاحداث و الاشياء .
انت كذلك الان ، قادر ،عليم ،رحمن،غفور و رحيم ،لطيف و خبير .

كوجيتو الصوم


قادر بارادتك
عليم ،بحدسك
رحمن ،خالق من الرحم (الكون)
غفور ،تغير الصور من سيء لحسن
رحيم ،من الاتصال بالرحم ،متصل بكل ما تريد
لطيف ،متخلل لكل شيء ممتزج به
خبير ،عالم بخصائص كل شيء من داخله

في شهر الاتساق الكبير ، يصوم العابد ،ليصير المعبود ، لا يدركه ،لكنه يقترب ، و بقدر ما تتجانس مكوناته ،بقدر ما يشبه سيده و خالقه .و هكذا تتحول صلواته من خانة الرجاء الى خانة الامر ،كن فيكون .

ضع نية الاتساق ،ضع نية التماثل بالروح الكلية …

رمضان كريم

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى