مدونة طارق هاشم

نيه ونتجه

من مشاكل العقل البشري المزمنة ،الخلط بين النوايا و النتائج ، ننوي أن نعيش بسلام

فنقتني الأسلحة ، و ننتهي بقتل البعض أو ربما الارتعاش خوفا من سباق التسلح مع جيراننا.

يمكنك إن استطعت الفصل بين نوايا الفعل و نتائجه ،أن تمتلك نظرة ناقدة نحو ما يحدث حولك .

اذا قمت بمد هذا الخط على استقامته، ستجد أن كل ما هو (طبيعي) أو(جيد) غالبا لا يؤدي لنفس النتائج التي كانت النوايا ترغب فيها .

مثلا ،تخبر طفلك بما تعرفه من تقاليد وعادات قبيلتك ،ليصير رجلا محترما ،لكن هذة التقاليد صعبة و النتيجة انه يصير منافقا.

في مثال آخر يشترط المجتمع على من يريد ممارسة الجنس أن يمتلك قدرة اعالة الاطفال ،نيتنا أن يعيش الاطفال بسعادة .

لكن النتيجة أن الملايين حرفيا محبوسون ضمن ظروفهم المالية ،و يعانون على صعيد الجسد و النفس.

قس على ذلك احترام ممثلي السلطة المفيد للعدل و نتيجته خلق الفراعنة الصغار أينما حللنا ، قوانين الضرائب

التي وضعت لإعانة الفقير و انتهت لافقار الغني ،جمع الناس حول الدين لزيادة ترابطهم و وتعاطفهم

و الذي انتهى بحروب الأديان و المذاهب … الخ تقريبا أينما نظرت ، تجد أن كل نية طيبة ،تحولت

إلى مسخ يعيق حياة الإنسان و الحل ليس في تعزيز النوايا و إنما مراجعة النية نفسها ،فكل نتيجة متولدة من نيتها الأولى.

نحن كجنس بشري ،قاصروا النظر للغاية ،متطورون بأسرع مما ندرك ،معقدون أكثر مما نظن .

كل نية طيبة ،تنتج شيئا في الغد لا يمكن تقريره اليوم، مكانك انت كفرد ،يتحدد نتيجة النوايا الحسنة للبعض ،لكنك

دائما قادر على الاحتفاظ بمساحة التفكير في عقلك بيدك ،أن اخترت .

استعمل ميزان النية و النتيجة لتحافظ على استقلال عقلك أمام سيل النوايا الحسنة.

رابط الصور

https://www.pexels.com/photo/white-and-yellow-flowers-in-heart-form-159077/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى