مدونة طارق هاشم

الحبل و البئر

الحبل و البئر

الحبل و البئر

يؤلمني كثيرا ،عندما احاول ان اوضح لاحدهم انه هو بالذات سبب مشكلته و ألمه .

في العادة ان واجهته مباشرة ،سيتوقف عن الاستماع اليك ، الحل ان تحاول سحبه من موقعه قليلا الي اليمين او اليسار ،لينظر الي المكان الذي يقف به ، ذلك ممكن عبر تقديم حلول عملية للمشكلة ، ان وافق عليها ، سيرى ان الامر لم يكن صعبا كما كان يتخيل. لو رفض ، قد يرى انه هو من يتمسك بالوضع السيء ، بس ياتي من لا يحاول حتي ان يتفاعل مع اقتراحاتك ، هذا يشبه ان ترمي حبلا لشخص في بئر لتخرجه ،فيخبرك انه لم يستعمل حبلا للخروج من قبل او ان عنده حساسية من الحبال . طيب ،يعني ماذا تريد ؟

الحبل و البئر

هل اهنئك علي وجودك في البئر او ابكي لاجلك ؟

انا لا اؤمن بالتعاطف مع الناس ،هذا فعل لا قيمة له ،مثل تعزية الفقير بكلمتين عن الجنة ،ما الفائدة منه ؟ لا شيء ،بس هي لفته اجتماعية مستهلكة ، ما اؤمن به هو ان اقوم بمساعدة الشخص ، ربما بالمال ،او بالجهد او بالنصيحة ، او حتي بالاستماع و السماح له بان يرى حل لوضعه .
انا اعرف ان كل مشكلة تبدو هائلة في نظر الشخص المعني ،بس بالنسبة للاخرين هي ليست بتلك الصعوبة ،لذلك كثيرا ما يمكنهم مساعدتك و القاء الحبل لك لتخرج منها . الامر بعد ذلك عائد اليك ، و في الغالب عندما تتخلص منها، سيظهر حجم المشكلة الحقيقي ،و ستعرف انها موضوع بسيط توقفت امامه كثيرا.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى