مدونة طارق هاشم

الغيرة

تعبيراتنا عن الخوف في علاقاتنا العاطفية تتمثل اساسا في الغيرة .انت تعتقد أن شريكك سيجد من هو أفضل منك و سيتركك. لذلك تمارس الغيرة . المجتمع لأنه مبني في الأساس على فكرة الخوف ،سيخبرك انه يتفهم خوفك و يشجعك عليه . ليس هناك ما هو اقوي من الخوف لجعل الناس تلتصق معا ، لكن الخوف و أن جعل الاجساد تلتصق ،فإنه يباعد القلوب . و تظل الحياة معركة متواصلة يبقى فيها الناس معا في مواجهة خطر ما أو عدو مشترك. و ان لم يوجد ،يصير الخطر هو شريكك نفسه و هكذا تتحول العلاقة إلى معركة سيطرة لن تنتهي .
في مجتمعاتنا المبنية على القهر ، يسمح للغيرة بأن تظهر بكامل زينتها ، بأمكانك قتل اختك أو زوجتك أو بنتك أو حتى قريبة تعيسة الحظ تحت مسمى الشرف ،و في اللاوعي الحيواني الذي ينتظم كثيرين في منطقتنا ،هناك حق الهي أو مجتمعي في إثبات التهديد الذي تمثله امرأة راغبة جنسيا و الرد عليه بالقتل أو الإيذاء.
طبعا ،لا تكتمل الصورة الا بموافقة المرأة نفسها و قيادتها لهذة المشاعر المباركة ، و لا تكاد تخلو جريمة شرف من تحريض نسائي أو موافقة بررت للجريمة.

طيب و ان استثنينا جرائم الشرف ،ما العيب في الغيرة (قليلة الدسم)؟
ببساطة ،الغيرة شعور نقص و نحاول تغطيته بالعنف اللفظي أو المعنوي .هي شعور يخبرنا اننا لسنا قد المقام ،لنحصل على الحب أو الارتباط .اننا يجب أن نخاف باستمرار و ان بيوتنا قائمة على خيوط عنكبوت واهية . شعور الخوف هذا نزرعه في اطفالنا لتستمر الدائرة و نحصل على المجتمعات اللطيفة التي نعيش فيها . حيث ننتقل من علاقات الرغبة ،حيث يرغب طرفان في الحياة معا .إلى علاقات القانون .حيث يلزم طرفان بالبقاء معا .و يتحول الزواج الذي كان مناسبة سعيدة ،إلى سجن كبير.
في الحقيقة ،كان الإسلام واقعيا جدا في رفضه لاستمرار الزواج الذي تنتفي فيه المحبة ،فشرع الطلاق أو الخلع ، و لم يجعل لأحد الشريكين سلطة الإيذاء و لا حتى اللفظي فشرع اللعان و الظهار . و في قصة يوسف جعل العزيز الرجل الحكيم في القصة ،يتغاضى عن أخطاء زوجته . و ان قرأت السنة كاملة لن تجد اي تبرير لحبس زوج او زوجة في زواج لا يرغبان في البقاء فيه.
هذا ببساطة لان النبي لم يكن راغبا في مجتمع يسود فيه الخوف أو رغبة السيطرة .
اليوم ،الغيرة أصبحت محركا دافعا و انتقلت حتى من إطارها الجنسي ،لتتحول إلي أطر أخرى مثل الوطنية أو الدين . هناك غيرة على سمعة الوطن و أخرى على التقاليد أو القيم أو حتى دفاع عن اله أو دين .
لا شيء مفيد في هذةالمشاعر 

رابط الصورة

https://pixabay.com/photos/wedding-refusal-sorry-repentance-5365377/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى