مدونة طارق هاشم

القفز أمام كوخ

في جبال النوبة كانت العادة أن يقفز الخطيب أمام بيت الفتاة لعدة أيام، حتى توافق عليه ، ليرتاح، أو يقرر هو انها لا تريده فيرحل منكسرا.

بالنسبة للفتاة هناك ،أن يقفز شاب أمام المنزل أمر يشعر بالفخر . لكنها أن تمادت فقدته ،لذلك هي لا تحاول أن تظهر ملهوفة و توافق في اول يوم لكنها تريد أن تعرف مقدار التزامه بها أيضا ،عادة توافق الفتيات في اليوم الثالث لكن لا شيء يلزمها بهذا اليوم تحديدا.

الأزمة أن العريس في أحيان كثيرة يحس ان المجهود المبذول لا يتوافق مع النتيجة المرجوة فيغادر ، و يحدث في أحيان أخرى أن يغادر حتى بعد أن يتم قبوله ، ربما احس بالاهانة أو أن الزوجة المنتظرة ليست من النوع الذي سيحن عليه، و ربما بعد وصلة القفز تلك فقد اهتمامه بالزواج كليا.

مراسم الخطوبة المعقدة تلك . مصممة لأبعاد الطلاق لاحقا من الحدوث . لكنها تخبرنا عن أنفسنا الكثير…

هل أهدافنا تستحق التعب؟
هل نحن على تلك الدرجة من الوثوق بما نريد لنبذل المجهود؟
هل نحن نقفز أمام الكوخ الصحيح؟
هل ننتظر ، نسعى للفخر ام ببساطة نقبل بأول فرصة تلوح أمامنا ؟
و هل هذا هو ما نريد فعلا؟
هذة أسئلة لا يجيب عنها العقل ،فنتعلم أن نثق بقلوبنا ، و نواصل…

سار الإنسان مشوارا طويلا في مدنيته، و لم يعد غالبنا يسكن اكواخ الطين و القصب ،لكننا تحت قشرة الحضارة الزاهية ،ما زلنا رهيني نفس الأسئلة.

https://pixabay.com/photos/house-country-ireland-summer-3786593/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى