مدونة طارق هاشم

المشي الواعي

المشي الواعي

المشي الواعي

لم اكن دائما الشخص الهاديء طويل البال ، مرت ازمنة سابقا كنت شديد الانفعال خلالها و مختنقا بالخوف و الاحباط ،ببساطة كنت قابلا للانفجار في دقيقة ،و عندما لم انفجر نحو الخارج ،كنت اراكم كل المشاعر السلبية داخلا ، و كان الوضع بالغ السوء .

لكن دوام الحال من المحال ،خلال السنوات ،طورت تقنيه بسيطة جدا ،تسمح لي بتجاوز الاحباط و الخوف ،و لانني اريد لاكثر من صديق الاستفادة منها ،اطرحها ببساطة امامكم . الفكرة الاساسيه تستند علي وجود اثار للمشاكل في اعضاء الجسم ،هذه الفكرة (طاويه) ، و بمجرد تخليص الجسم من هذه الاثار ،سيستعيد الجسد دوران الطاقة الحر خلاله ، الطاوية ،و كما علمت لاحقا ،وليم رايش و الكسندر لوون .قاموا بعمل تمارين مختلفة لاستعادة مرونة العضلات ،و بالتالي التخلص من المشاعر السلبيه ، لان كل المشاعر السلبيه تنتج توترات علي مستوي العضلات ،ابسط مثال هو توتر عضلات الكتف و الرقبة ،الذي نحس به جميعا .

يمكن للراغبين في المعرفة الاستزادة حول اعمال المدرستين ،اما طريقتي البسيطه فهي المشي

نعم ،المشي الطويل ،لحد الانهاك ،مع الشعور بالاجزاء المتوترة في الجسم ،ومحاولة ارخاءها ، لكن المهم ،انك عندما تشعر بتوتر في الرقبة مثلا ،ان تسأل العضلة المتوترة عن السبب ،و عندما تتذكر السبب ،اخبر العضلة ان الامر بسيط و انه لا يستحق التوتر و ان المشكلة محلولة ، نقطة ثانية ، اخبر نفسك بانك سامحتها عن الاخطاء التي ارتكبتها ، و ان الامر لا يستحق التوتر ، ثالثا ،سامح الاخرين ،تذكر اخطاءهم في حقك و سامحهم عليها ، يجب ان تقول للاشخاص الميتين في حياتك ،انك سامحتهم علي الاختفاء و للذين اذوك انك سامحتهم ،لا تزيف المسامحة ،انت سامحتهم و انتهي هذا الفصل من حياتك ،و سامحت نفسك و انتهي هذا الفصل من حياتك .

المشي الواعي

بعدها ،لاحظ لمجري الهواء في جسمك ،يجب ان يصل النفس الي اعلي عظم العانه بسهولة ، اي مكان تحس فيه بان مجري النفس يضيق ،هو توتر عضلي ناشيء عن مشاعر سابقه ، عامله بالغفران و المسامحة ،و هكذا . من الراس الي اخمص القدمين ، امشي حتي التعرق و الانهاك ،لا تحوله الي رياضه اليه و انما فعل واعي و متأمل .
بعدها ،خذ حماما فاترا ،و المس عضلاتك باليد و لاحظ وجود التكورات الناتجة عن التوتر ،اسالها و حاول معرفة اسباب التوتر ، و بنفس الطريقة سابقا تخلص من التوتر .معظم التوتر الجسدي ستلاحظه في الرقبه و الاكتاف و ايضا في منطقة الحزام ،و في الصدغين .
احيانا قد يحتاج الامر الي البكاء او الغضب اللحظي الشديد او الحزن العميق ،لكن في كل الاحوال بعد التعامل مع اسباب الالم ،تقل تاثيراته . قد تحتاج للتعامل مع نفس المشكلة عدة مرات و علي مدي ايام او ربما يطول الامر اكثر لكن غالبا ستنتهي المشكلة في خلال ثلاثة الي خمسة ايام من المشي و الاستحمام .
مدة المشي ،متروكة لتقديرك ،لكن يجب ان تكون واعيا خلالها لعضلاتك و يجب ان تكون منهكة ،و اظن ان ساعة من المشي هي حد ادني معقول ، و طبعا كلنا يعرف حدود قدراته الجسدية .

لاحقا ،و علي مر الزمن اوصيت بهذه الطريقة لمجموعة كبيرة من الاصدقاء ،لمختلف انواع التوتر ،من صدمات بالغة القوة او اقل ، للتخلص من الغضب او من الخوف ،او ببساطة للتخلص من الم في الرقبة او الكتفين . استطيع القول بثقة ،انها افضل طريقة عرفتها شخصيا لمواجهة الضغوط النفسية و حلها .
بعد التحسن الذي سيطرأ عليك ،غالبا ستعتاد علي المشي الواعي ،للتخلص من التوتر ،و مواجهة الحياة بصورة اكثر شمولية .
دمتم بصحة

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى