مدونة طارق هاشم

الم الرفض

الم الرفض

ستيف جوبز ، كان قصة نجاح كاملة ،مال ،تأثير علمي ، شهرة و حتى عمل خير ، لكنه كان يحمل ضغينة رفض والديه و تخليهما عنه ،لدرجة انه اقفل اي باب لملاقاتهما لاحقا . قتلته هذة الضغينة ، لانه عندما اصيب بالسرطان رفض العلاج ، في حياته رفض الاعتراف بابنته الكبرى ليزا ،برغم انفاقه عليها ، و اي متمعن ،سيرى تأثير صدمة الرفض في حياته.
مارلين مونرو ، عبرت نفس الطريق ، بنفس الظروف ، و في الوقت الذي كان العالم كله يعشقها ،كانت هي تكره نفسها ، و اتجهت الى حياة الادمان و انتهت منتحرة او مقتولة ،و يمكن لك قراءة المزيد ،عن كثير من المشاهير الذين فقدوا حياتهم بسبب جذور كراهية النفس من رفض الطفولة.


كيف يعمل الرفض؟


في عمر مبكر ، يتعرض بعض الاشخاص لصدمة رفض احد الوالدين او كليهما له، شعور النقص الناتج ،بسيط ،لان الطفل يعتقد انه (ناقص) لذلك تم رفضه ، هذا النقص ، يسبب رغبة في الظهور الناجح جدا لاحقا ،عبر الاجتهاد او الجريمة او الالتزام المفرط بالدين او التقاليد ، في نفس الوقت ،يخفي هذا النجاح الظاهر ،كراهية شديدة للنفس ، تتمثل في الادمان او البحث عن زيجات فاشلة او زوج متسلط ،و اعتقاد داخلى غريب ،بالقبح او قلة القيمة .مما يدفع الشخص الي سلوك تدمير للذات يراه الكل ،الا هو.
يجب ملاحظة ان الرفض واسع حقا ، حالة مارلين و جوبز ظاهرة ،بسبب خروجهما من البيت للملجأ ،لكن ،الشعور يتأتى ايضا ،بسبب وفاة الوالد في الطفولة او رحيله بعيدا او الطلاق او اي شعور بالانفصال تسببه عبارات من قبيل (حمار ،قبيح ، متخلف،فاشل) الخ ،من اب او ام متسلطين.
كل هذة درجات من الرفض ، و تأثيرها متفاوت لكنه يظل رفضا ،يجعل الطفل يعتقد انه اخطأ ، فعوقب بالحرمان من حب احد الوالدين او كليهما.

الم الرفض

مقاربة علاجية بسيطة

لا يمكن ان يذوب هذا الشعور ،الا عبر المسامحة ، للاب او الام ،و لك انت شخصيا ، حتى الان كنت تحمل المسؤولية و الكراهية لنفسك فقط ، يجب ان تضعها على عاتق والدك في مواجهة نفسية صريحة معه ، لا تكلمه طبعا و انما تمثله في ذهنك و قل له ما تريد ،كثيرون يظنون انهم سامحوا ،لكن لو كنت قاسيا على اطفالك او لو كنت تبحثين عن رجل متنمر او لو كان لديك ميل لتحطيم نجاحك ،هذا يعني ان الالم موجود بالداخل . نصيحة ،استعمل كلمات نابية في مصارحتك ،لانها تفرغ الغضب اسهل ، و لانها توقف شعورك بالدونية الطبيعي تجاه الوالدين ، يجب ان يتم قول كل شيء ،ان تخرج كل الضغينة اولا ،حتى تقدر على السماح ،هذا سيأخذ وقتا ،و طبعا سيكون مؤلما ، بعدها خذ قرارك بالسماح ، يمكنك الرجوع لاي بوست سابق عن المسامحة ،لتعرف الطريقة المناسبة .
هناك خطوة اخيرة ، يجب ان تقول لنفسك انك كامل ، مستحق للحب ، و التقدير ، و ان تحب نفسك ، هذا له عدة مقاربات ،لكن الابسط هو توكيدات متكررة من نوعية (انا كفاية،انا جميل ،انا استحق الحب ،الخ)…
ان كان هذا البوست يشبه حكايتك ،تذكر ، كثيرون يحبون البقاء في خانة المظلوم ، لانها اصبحت كل ذكرياتهم عن الطفولة، و بدونها لا طفولة او لا ذكريات عن الماما او البابا، ارحم نفسك ،انت لا تحمل ذكريات و انما حجارة ثقيلة ، اتركها و امضي بدون الم ، و تذكر لا احد قادر على مساعدتك الا انت ..
موفق

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى