مدونة طارق هاشم

حرية الجنس الاسلامية ضرورة

حرية الجنس الاسلامية ضرورة

عندما ظهرت النازية في اوروبا ، و هي تطرف قومي عنصري، شبيه بتطرفنا الديني اليوم . كان الدكتور رايش ،احد مؤسسي علم النفس الحديث ،يصر علي ان مواجهة نزعة المجتمع للتطرف ،لا تتم الا عبر التحرر الجنسي .

كان كل كارهي النازية و محبيها تقريبا ،يرفضون اراء رايش، ما علاقة التطرف بالجنس ؟ لماذا تنجح العنصرية في مجتمع ابوي ؟ و كيف نقاوم الدكتاتورية عبر نشر ثقافة الحرية في الجسد ؟
هذة كانت اسئلة رايش و اجاباته قدمها في اعماله المكتوبة و محاضراته ،جدير بالذكر ان رايش طرد من حزبه الشيوعي المعادي للنازية ،لان قيادة الحزب اعتبرت ان حديثه العلني عن الجنس منفر للجماهير الالمانية المحافظة وقتها.

للاستزادة طبعا ،انصحكم بقراءة اعمال رايش،جوجل فلهليم رايش الجنس، ستجدون كثيرا من الروابط لقراءة جادة و عميقة.
اما بالنسبة للمقال ، رايش اعتبر حرية الجسد نقطة نبني عليها باقي الحريات، الحرية الجنسية و الانحلال الجنسي ،مترادفان في عقول المجتمعات المغلقة ،حيث ينظر لكل فرد بوصفه قالبا متكررا ،زوج ،اب ،ابن ،الخ، هذا المنظور يؤدي بنا الي تكريس عشائري ،قبلي ،للناس ،من هذا المنظور من السهل فهم رعب مجتمعات الشرق الاوسط من فكرة الحرية الجنسية ، و تصويرها علي اساس انها انحلال ، متناسين ببساطة ان مجتمعات كثيرة في عالم اليوم رفعت القيود عن ممارسات افرادها الجنسية ،و لم تتحول الي سدوم و عامورة .

منع الممارسة الجنسية ، يؤدي الي امراض عصابية للفرد ،كذلك اجباره علي ممارسات يراها بغيضة ، مثل اجبار الابناء علي زيجات مدبرة ،تحولهم لممارسي جنس بالاكراه، او منع امراة من ممارسة الجنس لعمرها كله ،لان احدا مناسبا لم يتقدم لها. اضف لذلك ادوات السيطرة الخفية ،من قبل الفتاوي المتعلقة بكيفية الممارسة ( الصحيحة) ،الي وضع العائق الاكبر امام الجنس و هو اشتراط توافر قدر كبير من المال للزوجين ،حتي يمكنهما ممارسة الجنس بمباركة المجتمع .

(حرية الجنس الاسلامية ضرورة)

سيقول البعض ،نحن مسلمون شرقيون، و نختلف عن اوروبا ،و هذة الافكار لن تنجح هنا، طيب ،لننظر للباب الجنسي الواسع في الاسلام .
بدءا بالزواج الذي نعرفه اليوم ،بتكاليفه الباهظة ،مرورا بزواج المسيار او المتعة او ملك اليمين ، و حتي الطلاق غير المعقد ،و الخلع للمراة .
هذة ادوات بسيطة ،سمحت بقدر هائل من الحرية الجنسية للرجال و النساء في صدر الاسلام الاول . لكن فقهاء اليوم و مجتمعاتنا ترفضها ،من من السنة اليوم ،يرضي ان تتزوج اخته مسيار ،او من هو الشيعي الذي يرضي بزواج المتعة لبنته،او من من الفريقين يرضي ان تخلع ابنته زوجها لانها ترغب في رجل اخر ؟

الخطوة الاولي في تحررنا من السيطرة الابوية تكمن في العودة لهذة الحرية الجنسية التي شملت الرجل و المرأة في عهودنا الناجحة ، و كما قامت اوروبا بتطبيق افكار رايش حول الحرية الجنسية اتمني ان ننظر الي الحريات الموجودة ضمن تراثنا و ننفض عنها الغبار و نطبقها في مجتمعات اليوم.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى