مدونة طارق هاشم

ذكريات رأس السنة

ذكريات رأس السنة

ذكريات رأس السنة

كانت ليلة رأس السنة في احدى سنوات الثمانينات الكالحة ، عندما دخلت قاعة السينما لاول مرة ،كنت برفقة بعض الشباب من اقاربي و ابناء الحي ، في البورد الكبير خارجا ،كان هناك ملصق عملاق لبروس لي ،و كنت انا الطفل مغرما بالكراتيه ..
إلحاحي المتكرر ،جعلني احصل على مكان ضمن الشلة المراهقة ،برغم فارق السن الواضح ، لحضور فيلم العام ، قبضة التنين ،او شيء من هذا القبيل ، في الحقيقة ،كان لجدتي رحمها الله ،الكلمة الاخيرة ، بدون طارق ،لا مصروف و لا تذاكر . و هكذا اضطروا لأخذي ..
في ظلام القاعة ، بدأ الفيلم ، و لقرفي ،تبين انه فيلم عربي .من الواضح ان اقاربي استغفلوني ، و دخلنا العرض الآخر ، حيث يقف ممثلون يتحدثون في مواضيع لا تهمني ابدا ، و عبارات من نوعية (الجوازة دي مش هتم ابدا) و هي نفس الافلام المملة في التلفزيون وحيد القناة ايامها …

(ذكريات رأس السنة)


كانت القاعة هادئة ، و صوت احد الاخوين فهمي الرتيب يرن في اذني من السماعة ،كنت اقترب من النوم ، و فجأة انفجرت القاعة بالتصفير ، كان صدر الممثلة (…..) المكتنز يملأ الشاشة متقافزا و هي تجري مرتدية البكيني ، و تضحك ببلاهة لا تنتهي …
و فجأة …
اضاء شيء ما ، كانت الملائكة ،توجه الكشافات نحوي ، كان العالم يتغير ، و كان كادر الفيلم ، يصنع مني شخصا اخر ..
هذة الجرعة القحة من الجسد العاري الممتليء ، جعلت الكون مكانا مختلفا . كانت هذة ليلتي الاخيرة كطفل ، و بعدها لم تعد النساء ذلك الصنف الممتليء المتثاقل الحركة من البشر ، هذة ( التضاريس ) تحمل (معنى) ما ..
صدور الثمانينات العارمة ، و اجسادها اللدنة ، صور الافيشات ، و لاحقا ،افلام السينما الايطالية ،حيث بطلات مثل ، كاترينا ايكبرج ،اورنيلا موتي ،كلوديا كاردينالي و صوفيا لورين .بالاضافة الي ملائكة السينما العربية ذوات الدوائر التي لا تنتهي ، شكلوا ذائقة مراهقتي الاولى ، نساء مكتنزات فخورات .
اليوم بعد نيف و ثلاثين عاما ، اذكر تلك اللحظة في قاعة سينما ، حيث اكتشفت المرأة لاول مرة، لله طرقه التي لا تنتهي و لا تمل اصابعه ،تشكيل البهجة في جسد الانثى اللدن البالغ الرقة .

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى