مدونة طارق هاشم

ذكريات مع الشامان

كنت في قرية في شرق اوروبا .و كان القمر بدرا ،قالت لنا الجدة ،هاتوا اموال تجارتكم ،اعطيتها وريقاتي الخضراء القليلة ،كذلك فعل اصدقائي ..
رفعتها نحو البدر المضيء و ابتدأت تغني بصوت مغناج :_

ايتها القمرة الحلوة في السماء البعيدة
اهديك اموالي ..
امنحك اياها كلها ..
اجعليها عندك …

قلت لصديقي الروسي ،راحت الفلوس ،اهدتها جدتك للقمرة الحلوة😂😂😂
قال لا تخف القمرة كريمة ستعيد لنا نقودنا بزيادة …

بعدها اخذنا المال و رجعنا لتجارتنا الصغيرة ، و وسط كمية من الحوادث الغريبة التي لا تنتهي ،كنا نربح بجنون . و كأن العالم كله يرغب في شراء كراتين السجاير التي نبيعها . كان اليوم لا ينتهي و كنت اتمني ان يبتعد الزبائن لاجد فرصة للراحة . لاحقا و عندما صادرت الشرطة بضائع الجميع بسبب الضرائب ، تركونا نحمل بضائعنا معنا و نذهب … انتهت تجارتنا القصيرة بربح هائل ….

الجدة ،رحمها الله كانت امراة طيبة
مثل كل ساحرات الباقانية . يزورها الناس للاستشفاء و امور الحب و المال … حاولت الكنيسة و لاحقا الشيوعيون القضاء علي هذا الدين الفلاحي الامومي ،لكن بدون نجاح كبير.
الباقانية ، دين يحترم الطبيعة و كثيرا ما يندمج برموز مسيحية ظاهرية مثل الايقونات ، لكنه يظل يري في الطبيعة الام الرؤوم و في السعادة الدنيوية مع الاسرة خلاصة الجنة الارضية.
يؤمنون بان الميت الطيب سيعبر الي عالم اخر ،حيث يستمر في الجلوس الي مائدة كبيرة و الشرب حتي الثمالة تحت شجرة اودين في سقف العالم …
فالهالا جنة الشجعان ،حيث كل امراة شابة جميلة و كل رجل فارس شجاع.

رابط الصورة

https://www.pexels.com/photo/agriculture-barn-cabin-chapel-463734/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى