مدونة طارق هاشم

شقيقان

شقيقان

قبل عدة ايام ،اضطررت للاستعانة بحرفي لاصلاح بعض الاعطال في المنزل ، وجدت رجلا في عمر الستينات ،و اتفقنا . اثناء العمل و بينما دعوته للشاي و استراحة ، و تجاذبنا اطراف الكلام ، سألته عن اسمه ،و بدا لي اسم العائلة مألوفا . فاستفسرت اكثر ، و فوجئت بانه شقيق بروفيسور في القانون ،تعرفت عليه خارج السودان .


البروفيسور ، كان غادر البلاد قبل ستين عاما . و حقق نجاحا في التدريس ،جعله معروفا جدا في اواسط الجالية السودانية في اوروبا كأول عميد من المهاجرين لكلية قانون مرموقة . كان عمر اخيه يومها حوالي العاشرة . المهاجر ،لم يعد ابدا ،الا قبل عامين و لزيارة قصيرة . قضاها محتفلا به ،من الطلاب الذين عرفوه في الغربة او من بعض القانونيين الذين راسلوه من هنا.

(شقيقان)

القانوني الاستاذ ،كان يمتلك شقة واسعه و بيتا ريفيا جميلا جدا ،و قد نقل جذوره معه الي الغربة ، كان مضيافا و كريما لاقصي حد مع كل مواطني الشرق الذين التقاهم و كان طيب المعشر فعلا . تزوج و له احفاد في سن الزواج اليوم . ممتليء بالبهجة و عنده تقدير خاص لملذات الحياة اليومية من طبخ و صيد للسمك و زراعة اشجار الفاكهة .
اما الحرفي ،فقد علمت انه كان موظفا حكوميا ،نزل المعاش قبل سبع سنوات ،و لان المعاش لا يكفي ، اضطر للعمل اليدوي ، احد اولاده يعمل و يساعد في المصاريف ،الاخر تخرج قريبا و لم يجد عملا بعد و ثمة افواه اخري . سألته ،لماذا لم تسافر ؟
قال ، الاهل . كان علي احدنا ان يبقي ليعتني بالوالد و الوالدة ، و قد كان هذا نصيبي .
عندما نهض بعد الشاي ،لاكمال عمله ،لاحظت الشبه بين الشقيقين …

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى