مدونة طارق هاشم

نادي الضباط,

نادي الضباط

نادي الضباط

في امدرمان القديمة يوجد بيت صغير يحمل لافتة مكتوب عليها ،نادي الضباط .

عندما زرته في التسعينات اكتشفت انه مخصص للجنود الذين خدموا في عهد الملكية ( اسرة محمد علي) ضمن الحرس الملكي .

كان هؤلاء الرجال شيوخا فوق الستين و بعضهم تجاوز المائة .

و كانوا ينادون بعضهم بالرتب القديمة ،فتظن ان الزمن قد توقف في منتصف القرن العشرين .

و في الحقيقة كان العالم الذي يعيش فيه هؤلاء المساكين مكتملا تماما ،مازال الملك فؤاد الثاني هو صاحب العرش ،و الخونة في السلطة في السودان و مصر .

و الانجليز ما زالوا في الحرب العالمية الثانية و هتلر يقترب من العلمين .

كابوس ،اشبه بروايات الرعب التي لا يموت فيها احد ، فالكل مات سابقا . بعد زيارتين ،لم اعد لمنزل المجانين هذا .

لكنني لاحظت اننا نعيش في منزل مجانين اكبر .

حيث مازال علي يصارع معاوية ،و ابن تيمية يفضح تدليس الصوفية و راية العقاب تسقط في الاندلس .

نحن امة استمرأت العيش في لحظة ماضية من الزمن ، يتحرك نهر الاحداث حولها ،لكنها تتجاهله .

و تظن انها في مأمن ،في بيت صغير بزاوية امدرمان القديمة .

و لا تدرك ،ان العالم يتعامل معنا ،كمجانين ،خارج التاريخ و الجغرافيا .

و ان بقاءنا و ثرثرتنا محكومان بموافقة باقي العالم علي الاحتفاظ بسيرك المجانين التاريخيين هذا .

مرحبا بكم في نادي الضباط يا بهوات .

حكاية

رابط الصورة

https://www.pexels.com/photo/person-holding-direction-map-3714900/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى