الكابوس ,قصة مرعبة
دخلت علي الخادمة ماتيلدا غرفة النوم دون استئذان ، و هي تتكلم بسرعة و رعب : دون توماسينو ،استيقظ ، الحقني يا دون ،يا ربي ،لقد انتهي العالم
-ما بك يا امراة ؟؟ ماذا حدث ؟؟
-انه يوم القيامة يا دون ،الله هناك
-اين ؟ الله ؟ القيامة؟
و انا احاول ان افهم ،اشارت للشباك ، قمت من السرير و ازحت الستاره ، كان العمال في المزرعة ساجدين و لا يتحركون و كانت احدي الخادمات ترسم الصليب و تنظر للسماء، نظرت الي الاعلي قليلا ،لاصاب بالصدمة . سقطت الي الوراء من الرعب . كان هناك وجه ضخم يغطي كامل السماء ،كان مجرد وجوده مخيفا جدا ،و وجدت نفسي لا اراديا انا الدون توماسينو ديل نورتي ،المالك لاراضي لا تحدها العين ،اصلي للعذراء كطفل مرعوب و انا الذي كنت ملحدا طوال سنواتي السبعين .استمرت ماتيلدا في النحيب ،لكنني لم اعد اسمعها .
- انت ، توماسينو
تكلم معي الوجه
-نعم سيادة الرب (حاولت ان اكون مهذبا)
-انا لست الرب يا قذر ،انا احد خدمه الكثيرين ، الرب اهم من ان يزور بائسين مثلكم ، اتعرف لماذا انا هنا ؟
-لا يا سيدي ،هل انتهي العالم - العالم لم ينتهي يا مغفل ، لو انتهي العالم لكنت الان مع الشياطين في جهنم ،انت ايها الملحد العجوز ،ماذا ينقصك ؟ مال ،صحة ،عمر ؟ لديك منه الكثير ،هل فكرت ان تشكر الرب ،لا طبعا ،انت مشغول في اثبات عدم وجود الرب . و الان ماذا ستقول ؟ ان الرب ليس موجودا ؟
-اغفر لي ،انا كنت خاطئا ،انا … انا …. انا اسف ،ساذهب الي الكنيسة الان و اصلي ، يا مريم يا … - لا ،لا ،لا ،هذه الصلاة خطأ
سكتت و انا لا اعرف ماذا اقول - من اليوم ستصلون جميعا لاله المسلمين ،هذا هو الدين الصحيح ،هكذا حللنا جميع مشاكلك ،اثبتنا وجود الخالق و حددنا لك الدين المطلوب .
- و لكن لا اعرف كيف اصلي كمسلم ؟
-هذه ليست مشكلة ،ستتعلم يا توماسينو ،و انا هنا ،سأظل فوقك ، ساراقبك و اذا تصرفت اي تصرف لا يوافق احكام الرب ،يكفي ان ابصق عليك ايها العجوز السمين ، لارسلك الي الشياطين في جهنم .
-سمعا و طاعة يا خادم الرب
-الان ،انهض و اغتسل ، و تعال لاعلمك كيف تصلي .
مرت علي هذه الحادثة ثلاث سنوات ،لم يعد ممكنا لاي احد ان يفكر بشيء اخر غير الوجه السماوي ،العمال في المزرعة لا يتكلمون ، و يذهبون للصلاة في الوقت تماما ،انا ايضا و نعمل … كلنا ،انا قررت ان ازيد اجورهم جميعا ،يكفيني ان اكل ، و حتي الطعام لم يعد مهما ، ماتيلدا اطلقت سراح جميع الخنازير ، و اصبحنا نربي الماعز و الاغنام ،حاول احد العمال سرقة جوال من الذرة من المخزن ،بصق عليه الوجه من السماء ،فسقط ميتا ، هذا كان قبل عامين ، الان لا احد يفكر في عصيان اوامر الرب .
انا تحليت بالحكمة و توقفت عن مجرد التفكير في اغضاب خادم الرب ،طلب مني ان اختتن و من كل رجال القرية ،طلب من النساء لبس ملابس اكثر احتشاما ، من يجروء علي الاعتراض ؟ الحق ان العالم اصبح اكثر هدوءا، لا احد يسرق او يشرب او يثير المشاكل ، و الجميع يعمل ،حتي العازبون من الشباب تزوجوا جميعا ،خادم الرب امهلهم اسبوعين و الا سيبصق عليهم ، و الان النساء ايضا هادئات ،الجميع يعمل و يصلي و ينجب الاطفال ،في انتظار الموت …. لا انكر ان كل شيء يسير بصورة ممتازة ،الجميع شبعان ، الكل يعمل ، حتي المرض اختفي من يومها ،لكن هناك شيء ناقص ، الحياة اصبحت بدون طعم ، اصبحت احس انني آله . انا توقفت عن التفكير ،خادم الرب يجيب علي كل الاسئلة ، و هو يخبرنا ماذا نفعل .افتقد حيرتي القديمة و نقاشاتي مع المونسنيور في باحة الكنيسه يوم السبت ، هو الان (امام) و يؤدي مهامه بنفس الكفاءة ، لكن ليس بنفس الحماس ،فالجميع يكلم خادم الرب مباشرة و خادم الرب يوجه الجميع بدون وسيط .
الكابوس ,قصة مرعبة
البارحة اخبرني خادم الرب ،انه و بسبب اخلاقنا العالية ،فاننا سنعيش الي عمر المئة و العشرين جميعا ،و بصحة ممتازة ، انا كنت ساطير من السعادة لو كنت عرفت هذا سابقا ،لكن الان بدت لي هذه الزيادة كأنها محكوميه اضافيه ، الوحيدة المحظوظة هي ماريا كلابرون ،هذه العجوز عمرها مئة و عشر سنوات ، و ستموت قبلنا جميعا .
اتساءل احيانا و العياذ بالله ، اليس وضعنا السابق افضل ، لكنني ارفع رأسي الي السماء لاجد الوجه ينظر الي .
– ايه ،حاج توماسينو ،هل تفكر في الرجوع ؟ الم نحللك من نار الحيرة ؟ الم نضعك علي الطريق القويم ؟
الستم انتم من يشتكي دائما من انعدام البراهين و الادلة ؟ الستم انتم من يطلب العدالة و المعرفة هنا ؟
انا ،خادم الرب،جئت لاحل كل مشاكلكم . و انت توماسينو العجوز ، ستسير علي طريق الرب الي اخر يوم في حياتك . و ستدخل الجنه يا توماسينو .
لا اعرف ،لماذا احسست بالخوف عندما ذكر الجنة امامي ، لا استطيع تحمل هذا و الي الابد ،لكن لا مهرب ، اللعنه يا توماسينو ،هناك ايضا الجنه ،هذا هو الرعب الذي لا ينتهي …..