مدونة طارق هاشم

السجين الجار

كنت في زيارة لجارنا الوقور ،اخبرني ان الرجل الذي سجنه في العام ١٩٧١ ، زاره البارحة ،طالبا العفو و المغفرة .
جاري لم يجد شيئا يرد به غير العفو ، و الرجل ذهب مغالبا دموعه ، قال السجان ،انه سيقدر الان علي النوم ، و اخبرني جاري انه ارتاح فعلا عندما عفى عنه .
كلاهما ، ظل يعيش تجربة سجن لم تتوقف ، الحادث الفعلي ، انتهي قبل سبعة و اربعين عاما ، لكن الدور ،ظل حيا في نفسيهما ، شاخ الجسد و اقترب وقت الرحيل ، و هما ، سجان و سجين . و برغم ان السجان تأخر بطلب الصفح ، الا ان جاري ، لم يدرك انه خرج من السجن ،الا عندما صفح هو .

كم نظلم انفسنا ، بالبقاء في السجن ،بانتظار لحظة انكسار الظالم ،تلك اللحظة الذهبية ،حين تنتصر انانا ، لكنها في الواقع ،قد لا تأتي ،و ان اتت ، ربما جاءت متأخرة ،فاترة ، علي شاكلة شيخ متهدم يطلب المغفرة ،ليموت بارتياح …
اخرجوا من سجونكم و اصفحوا عن ظالميكم ،انتم تستحقون الحرية ..

رابط الصورة

https://pixabay.com/photos/prisoner-sculpture-280273/

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى