مدونة طارق هاشم

اسطورة دولفين الامازون

اسطورة دولفين الامازون

اسطورة دولفين الامازون

يعيش في الامازون و روافده دولفين وردي اللون ، و ككل الدلافين ، يشتهر بذكاءه الشديد و حبه للعب ، و ينمو ليبلغ حجما يتجاوز حجم الانسان ، سابقا قرأت ان قرى الامازون في شمال البرازيل ، تعتقد ان هذا الحيوان اللطيف ،يتحول خلال الليل الي رجل وسيم ،شديد الاغواء ، و لا تستطيع سيدة الوقوف امام اغواءه ،و يحذر الاهالي بناتهم من الخروج الي الضفة مساء ،حتي لا يتعرضن لاغواء الدولفين .


في عالمنا الشرقي ،سمعت تنويعات لهذة الاسطورة ،بس بالعكس ، نساء مسحورات يعشن في ضفاف النيل او الخليج ،او في ابار الصحراء الكبرى يقمن باغواء الرجال و خطفهم ليختفوا تماما بعد النوم معهن ، لكن ما اثار دهشتي ، هو ان اسطورة الدولفين الوردي تتكرر باشكال مختلفة في امريكا اللاتينية ،الكاثوليكية شديدة التدين ، حيث ممارسة الجنس قبل الزواج للفتاة تعني ،ان احدا ما يجب ان يدفع الثمن ، اما الفتاة او من اغواها ،و بالفعل ،جرائم الشرف ،ما تزال ضمن مؤسسة التقاليد في قرى و ارياف البرازيل و كولومبيا و تشيلي و غيرها من البلدان التي انطبعت بثقافة الايبيريين الشرق اوسطية ، و جاءت الكنيسة و الطبيعة القاسية لحياة الادغال لتعزز السطوة الذكورية في المجتمع .
ان تفقد فتاة عذريتها او الاسوأ ان تحبل بدون زواج ،هو امر يستدعي استخدام السلاح ، و في مجتمعات صغيرة ،كالقري المنعزلة تلك ، فقدان السلم الاجتماعي قد يضيع سكان القرية في ليلة غضب جنوني واحدة ، ما الحل ؟
هنا يأتي دور الاسطورة ، يتحمل الدولفين الماكر وزر كل شيء ،فالفتاة ،حسب الاسطورة ،لا تستطيع مقاومته ، و هكذا ، ينتهي الموقف المحرج للجميع . هل يصدق السكان فعلا هذة الحكايات ؟ لا يهم ،ما يهم عقلاء الريف هناك هو تجنيب انفسهم جريمة شرف اخرى قد تتحول لثارات متبادلة في عائلات القرى الصغيرة ، محيلة الجميع لضحايا ليلة حب محرم .

اسطورة دولفين الامازون


في شرقنا ، كانت الاسطورة المعاكسة ، النداهة كما سميت في نسختها النيلية الاكثر شهرة ،وسيلة لاخافة الرجال من التعرض لامرأة ظلمة الليل ،فغالبا يكبح الخوف من الجن في الظلام ،اكثر الغرائز قوة . و يتم ايضا الحفاظ علي السلم الاجتماعي .
في عالمنا الذي نظنه متمدنا اليوم ،من السهل ان ننظر بتعال الي اساطير الشعوب (المتخلفة) ، ان نضحك علي تفسيراتهم الطفولية لحبل فتاة غير متزوجة و ان نستسخف فكرة ظهور امرأة جميلة بقدمي حمار في منتصف الليل .
مرحبا بكم في عالم اليوم ،حيث مازالت الفتيات يفقدن حياتهن بسبب نزوة ، حيث تتصارع عشائر متجاورة بالاسلحة النارية ،بسبب حمل غير متوقع و حيث تقف مجتمعات كاملة علي شفير حرب لا تبقي بسبب الغباوة .
هنا الشرق الاوسخ

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى