مدونة طارق هاشم

العرفان

زمن الحلم

العرفان ،او الغنوصية باللاتينيه ،هو المبدأ القائل بان الانسان يصل الي حقائق العالم ،بمجرد التأمل . انت يكفيك ان تنظر في قلبك لتعرف كيف نشأ الكون ،كيف كنت ،من انت و كل الاسئلة الاخري .يكفي النظر في الداخل لحلها، الغنوصيه تقول ان كل المعرفة (هناك) و انك يجب ان تصل لل (هناك) فقط لتحصل علي الاجابات . المعلم في الغنوصية ،هو شخص يوجهك الي (هناك) حيث الاجابات. هذا عمل الصوفي مع المريد ،الكاهن مع المتدرب و طبعا الفيلسوف مع التلميذ.

في العرفان ،كل ما هو خارجي قابل للتأويل ،كل ما هو داخلي (حقيقه).

في نصوص الابوروجونيز ،الاستراليين ،غير المكتوبة ،تدور الحياة حول العودة الي (زمن الحلم) ،عندما كانت كل الاشياء فكرة
هل كل شيء فكرة ؟
دعوني اكن ذاتيا جدا … اول ذكرياتي كانت معبدا في الفراغ ،اعمدة و قبه ،في جبل و الخلفيه كانت الظلام
انا كنت (اعرف) انني كنت هناك ،قبل ان اتي الي هنا
لكن ليس من المعتاد علي( المتذكرين ) ،العائدين الي زمن الحلم ،الحديث عن احلامهم ،لماذا ؟
لانك قد تؤثر بالايحاء علي قادم جديد ،لذلك ،جرت العادة ان تفسر للمريد ما يراه هو …

في الحقيقه ،كل العابرين يرون نفس الاحلام ،لذلك تستطيع ان تعرف ان ثمة شيئا هناك ،موحدا يجمع كل الناس .
اسمي كارل يونج هذا الشيء ،العقل الجمعي
و هذا العقل ،يخاطبنا باستمرار ،برموزه و كلماته

ما الذي يجعل البعض يري افضل من غيره ؟
الوعاء الذي يتسع و يضيق ليس العين و انما عقل الحالم ،كل الاطفال يولدون بالقدرة علي الحلم ،لكن وعاء المعرفة المكتسبه يضيق بالعرفان
المعادلة تكمن في بدء العرفان بعد المعرفة (الدروز ،لا يسمحون الا لمن تجاوز الاربعين ،بتلقي اسرار الرحلة)
لدي النقشبندية ،ما يسمي (الرابطه) و هي متابعة تطور المعرفة لدي المريد ،و اطلاق الطريق تبعا لذلك
هذه القيود ،ادوات امان ،جعلت لسلامة السالك ،لكنها تحولت الي قيد ثقيل في ازمنة الخراب المعاصرة

كنت محظوظا بما يكفي للسير منفردا (الا من العناية الكبري) ،ارتكبت اخطائي و ضللت احيانا ،لكن الحلم يعود جليا
بعض الاحباب علي الطريق يعانون ، ليس كل حلم سعيدا
ليس كل حلم ،قابلا للتفسير معرفيا
هذا مكمن الخطورة ، في ارض الاحلام …
لمن يسير في ارض الحلم ،ترفق
سار قبلك شيث ،ابراهيم ، موسي و يحيا و المسيح و محمد
ان كنت وحيدا ،اقرأ ما كتبوا

ترفق بنفسك

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى