مدونة طارق هاشم

نحن ابليس

نحن ابليس

معظمنا يعتقد انه طيب ، من اين يأتي الشر ؟

في طريقي لأكتشاف المغزى من وجودي ، كنت محظوظا بفقدي للايمان بطيبتي ، الجميع يقولون انهم مثال الرحمة ،بينما يعاكسهم الواقع بافعالهم، انا لست استثناء ، بالتأكيد هناك ما يكفي من الشر بداخلي .

في الواقع ،مثل كل الناس ، نحن خبراء في دفن شرنا ،بحيث لا نراه ، لكنه ينفجر ،من ان لاخر ، في وجوه اعدائنا او اطفالنا ، او ربما في وجوهنا نحن .

هناك حيلة بسيطة لخداع النفس ، اجعل الشرير ،خارجك . هكذا يمكنك ان تقضي عليه بدون ندم،تماما مثل منطق داعش،: الكفار اشرار ، لنقطع رؤوسهم ،و هكذا نكون نحن (الطيبين).

لو وجدت انك تحارب الاشرار ، اعرف انك خدعت نفسك ،و انك انت الشر بذاته . هذا طبعا في الشرق الاوسخ ينطبق علي الجميع ، من يحمل السكين و من يحمل القلم ،و حتي من يهرب من هول الحرب، الجميع ،يحارب شريرا في الخارج ، هو في الواقع ، شره الداخلي الذي سيطر عليه.

اول خطوة حقيقية ،تكمن في فهم انك انت الشيطان ، ان عبارات الطيبة التي تربت بها علي نفسك ،مجرد تنويم لك انت،يخفي عنك نفسك الاخرى.

نحن ابليس

تابع بوعي ذنوبك الصغيرة ، ادمانك علي النميمة ، او البورنو ، كراهيتك لجارك المختلف، تمسكك برأيك او بأشياءك ، رغبتك في الانتقام ،تحت مسمى العدل ،،الخ … ستكتشف اشياء مثيرة عنك ، ارجع بالذكري ، و انزع قناع الملاك ، سترى شياطينك .

تعلمت من متابعة سوآتي ، اكثر من اي معلم ، عرفت انني بقبولي للشر في نفسي ،و النظر اليه ،يختفي ،كما يختفي الشر في الخارج ، تعلمت ،ان الجميع ، مصيب، فهم لا يعلمون ،و من لا يعلم ،لا يكسب خطيئة .

لكن الشر ،لا يغادرك … هو فقط ينزوي تحت ناظرك ، يكون فعلا تحت السيطرة . و قد تختار ان تحييه ، لا ليكون سيدك الخفي و انما خادمك المطيع ، ستحتاج في عالمنا هذا ان تسفك دما ، حقيقة او مجازا، ستقوم بهذا و انت عالم ، متحملا وزرك ، ساعتها ، ستسفك الدم ، بدون غضب ، بدون خوف او توتر ، لانك عرفت انك انت الشرير و ان الاخر ، ليس الشر ، هو مجرد اخر .

سيطر غزاة مثل الانجليز علي العالم ،ببساطة لانهم عرفوا ان الشر بداخلهم و ان العدو ،ليس الشرير و انما هم . فابتعدوا عن التوتر ،خاضوا حروبهم و كتبوا الاشعار عن روعة اعدائهم.

عندما تتقبل انك شرير طبعا ، ستلاحظ تعاملك مع اطفالك و اهلك ،فلا تؤذيهم ،لانك تعرف انك شر مسبب لالام مبرحة ، عندما تعرف انك شرير ،لن تقضي علي جارك المختلف عنك ، لن تتوهم انك (الافضل) و ان دينك او تعليمك او عشيرتك هي التي تسمح لك بالحكم علي تصرفات الاخرين ، ستتعلم ان تتواضع …

ساعتها ، يسجد ابليس ، لانه عرف انه ليس افضل من آدم.
و الان ، انظر الي الداخل و لا تخف ،تنتظرك شياطينك ، استمع اليهم و اعرفهم جيدا .

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى