مدونة طارق هاشم

وثنيات

وثنيات ٥

وثنيات

يتوقف العالم الوثني في حدود ما نراه. كل شيء حقيقي ، لون الزهرة ،رائحتها ، و لا شيء خارج العالم .
الوثنية هي ببساطة العيش في اللحظة الراهنة . الهة الوثنية هي قوي الطبيعة ،المطر ،الشمس ،البركان الخ .

هذا العالم الوثني هو عالم ( النفس) . اعلي سقفه يوجد سدرة المنتهي ،يجدراسيل ، درب التبانه ، كلها اسماء لنفس الشي ء .
قرب الشجرة يجلس النفس العظمي ، وانكا تانكا ،اودين ،دموزي ، عزير ،ذو القرنين ،كلها اسماء لنفس الشخص.

اديان الروح مثل الكمتية و الهندوسية و المسيحية . اعتبرت ان هناك خالقا وراء نجوم السماء ، هذا الخالق صنع العالم للانسان ، و هكذا تحول الانسان من محكوم بالطبيعة الي حاكم لها .
هذة الاديان الروحية تقدمت خطوة ابعد و افترضت ان للانسان قدرات الهية تجعل منا قادرين علي تغيير العالم بمجرد الارادة .
هذة الممارسة هي التصوف او الحكمة بالنص القرٱني ،و الانجيلي.

طبعا لأن اديان الروح ممارسات تحتاج ادراكا خاصا ،فقد تم طمس هذا الجانب الروحي في الاديان و سقطت بسهولة الي وثنية مهذبة ،فظهرت الاوثان في الهند لوصف فيشنو و كريشنا و هما تجلي للاله الخارج عن العالم ،غير القابل للتمثيل . وطبعا انحدرت المسيحية فقبلت الكنيسة اسماء الهة الباقان تحت مسمي القديسين ، و صار نفس الشيء في اديان اخري .

لو سألك شخص عن الفرق بين دين وثني و اخر روحي ،اجب ان الفرق في موضع الانسان ضمن فلسفة الدين ،ففي الوثنية نحن جزء من الطبيعة ،تحكمنا هي اما عبر المطر و الجفاف او الابراج او القوي الخفية .اما في ديانات الروح ،الانسان علي مثال خالق العالم ،يخلق العالم بنفسه و يحكمه .

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى